responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 99

(صلّى اللّه عليه و سلم) عنها حتى ترتفع الشمس و تبيض، فالتفت إليّ و قال: بعد اليوم نؤخر كما قلت، و سكت عني.

قلت: و إنما ذكرت ذلك لأن كثيرا من الناس اليوم يشرعون في الصلاة عند وقوع الشمس على رءوس الشراريف، و ذلك قبل ارتفاع الشمس كرمح، و اللّه أعلم.

المنارات التي عملها عمر بن عبد العزيز

و روى ابن زبالة و يحيى من طريقه عن محمد بن عمار عن جده، قال: جعل عمر بن عبد العزيز لمسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين بناه أربع منارات في كل زاوية منه منارة.

قال كثير بن حفص: و كانت المنارة الرابعة مطلة على دار مروان، فلما حج سليمان بن عبد الملك أذن المؤذن، فأطل عليه، فأمر سليمان بتلك المنارة فهدمت إلى ظهر المسجد، و بابها على باب المسجد، و في نسخة يحيى «و بابها على المسجد مما يلي دار مروان من قبل المسجد».

قلت: فكان المسجد بعد ذلك له ثلاث منارات فقط، و هو المراد من قول ابن زبالة في موضع آخر: و لمسجد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ثلاث منارات طول كل منارة ستون ذراعا، و قال في موضع آخر: و طول المنارة الشرقية اليمانية في السماء خمس و خمسون ذراعا، و المنارة الشرقية الشامية خمس و خمسون، و المنارة الغربية الشامية ثلاث و خمسون، و عرض المنارات ثمان أذرع في ثمان أذرع، اه.

و ذكر ابن جبير في رحلته ما يقتضي أن المنارتين الشاميتين كانتا صغيرتين، بخلاف الشرقية اليمانية، فإنه قال: و للمسجد المبارك ثلاث صوامع إحداها في الركن الشرقي المتصل بالقبلة، و الاثنتان في ركني الجهة الجوفية صغيرتان كأنهما على هيئة برجين، و الصومعة الأولى المذكورة على هيئة الصوامع.

قلت: فكأن الشاميتين غيرتا بعد ابن جبير؛ فإنهما اليوم على هيئة الشرقية اليمانية المعروفة اليوم بالرئيسية؛ لاختصاص الرئيس بها، و كان طول المنارة الرئيسية في زماننا أولا من رأس هلالها إلى أسفلها خارج المسجد بالبلاط سبعة و سبعين ذراعا، بتقديم السين، ثم سقط منها نحو ثلثها بسبب الصاعقة التي نشأ عنها حريق المسجد الثاني كما سيأتي، فاقتضى الحال هدم جميعها، ثم أعيدت فكان طولها اليوم أزيد من مائة ذراع، فصارت أطول المنارات، ثم ظهر منها خلل بعد، فبعث السلطان الأشرف الشجاعي شاهين الجمالي و أمره بهدمها، فهدمها غير محكم، فحفر أساسها إلى الملك، و أعادها متقنة جدا في عرض جدارها الشرقي من موضع الجنائز شرقي المسجد، و زاد في ارتفاعها أيضا حتى بلغ زيادة عن مائة و عشرين ذراعا، و طول المنارة الشرقية الشامية و هي المعروفة بالسنجارية تسعة- بتقديم التاء

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست