responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 59

إنما استسقى أول، ثم قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): إني و إياك و هذا و هذا الرقد يعني عليا يوم القيامة في مكان واحد، و عن أبي سعيد الخدري أيضا مثله.

و عن علي قال: زارنا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فعملنا له خزيرة [1]، و أهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن و صحفة من تمر، فأكل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و أكلنا معه، ثم وضّأت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فمسح رأسه و جبهته بيده، ثم استقبل القبلة فدعا بما شاء، ثم أكبّ إلى الأرض بدموع غزيرة، يفعل ذلك ثلاث مرات، فتهيبنا رسول الله أن نسأله، فوثب الحسين على ظهر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و بكى، فقال له: بأبي و أمي ما يبكيك؟ قال: يا أبت رأيتك تصنع شيئا ما رأيتك تصنع مثله، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): يا بني سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ بكم مثله قط، و إن حبيبي جبريل (عليه السلام) أتاني و أخبرني أنكم قتلى، و أن مصارعكم شتى، فأحزنني ذلك، و دعوت الله تعالى لكم بالخيرة.

و قال ابن النجار: و بيت فاطمة اليوم حوله مقصورة و فيه محراب، و هو خلف حجرة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

قلت: المقصورة اليوم دائرة عليه و على حجرة عائشة (رضي الله عنها) كما سيأتي بيانه، و المحراب الذي ذكره خلف حجرة عائشة من جهة الزور بينه و بينه موضع تحترمه الناس و لا يدوسونه بأرجلهم، يذكر أنه موضع قبر فاطمة (رضي الله عنها) كما هو أحد الأقوال الآتية فيه، و قد اقتضى ما قدمناه أن بيت فاطمة (رضي الله عنها) كان فيما بين مربعة القبر و أسطوان التهجد، و أنه عرّس بها إلى الأسطوان الذي إليه المحراب الموجود اليوم في بيتها؛ لأن الأسطوان المواجه للزور هو الأسطوان الذي في صف المربعة اللاصق بالجدار الداخل من الحجرة الشريفة، كان بعضه في حائطها الشامي، و أدخل كله فيه في العمارة التي أدركناها، و خلفه الأسطوانة التي التقى عندها زاويتا الزور، و خلفها الأسطوانة التي إليها المحراب المذكور؛ فيصدق عليها ما تقدم في كلام ابن شبة نقلا عن رواية أبي غسان من أن عليا (رضي الله عنه) عرّس بفاطمة إلى الأسطوان التي خلف الأسطوان المواجه الزور، لكن قال ابن شبة قبل ذلك ما لفظه: و اتخذ علي بن أبي طالب بالمدينة دارين إحداهما دخلت في مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هي منزل فاطمة بنت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) التي كان يسكن، و موضعها من المسجد بين دار عثمان بن عفان التي في شرقي المسجد و بين الباب المواجه دار أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس في شرقي المسجد، و الأخرى دار علي التي بالبقيع، و هي بأيدي ولد علي على حوز الصدقة، اه.

و قوله «بين دار عثمان» أي ما يحاذيها، و قوله «و بين الباب المواجه دار أسماء» أي ما


[1] الخزير: لحم يقطع قطعا صغارا ثم يطبخ بماء كثير و ملح، فإذا اكتمل نضجه ذرّ عليه الدقيق و عصد به.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست