نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 58
المواجهة الزور، و كانت داره في المربعة التي في القبر، قال سليمان: و قال مسلم: لا تنس حظك من الصلاة إليها؛ فإنه باب فاطمة التي كان علي يدخل إليها منه، و قد رأيت حسن بن زيد يصلي إليها.
و قد ذكرنا في فضل أسطوان مربعة القبر ما ورد من أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) «كان يأتي باب علي كل يوم» و في رواية «عند صلاة الصبح» و في رواية يحيى «إلى باب علي و فاطمة و حسن و حسين حتى يأخذ بعضادتي الباب و يقول: السلام عليكم أهل البيت» و في رواية فيقول «الصلاة الصلاة الصلاة، ثلاث مرات، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» و ذكرنا أيضا أن أسطوان التهجد خلف بيت فاطمة (رضي الله عنها).
و روى الطبراني من حديث أبي ثعلبة: كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه، و في لفظ: ثم بدأ ببيت فاطمة، ثم يأتي بيوت نسائه.
و أسند يحيى عن محمد بن قيس قال: كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا قدم من سفر أتى فاطمة فدخل عليها و أطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر و صنعت فاطمة مسكتين [1] من ورق و قلادة و قرطين، و سترت باب البيت لقدوم أبيها و زوجها، فلما قدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و دخل عليها، و وقف أصحابه على الباب لا يدرون أ يقيمون أم ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و قد عرف الغضب في وجهه، حتى جلس على المنبر، ففطنت فاطمة أنه فعل ذلك لما رأى من المسكتين و القلادة و الستر، فنزعت قرطيها و قلادتها و مسكتيها و نزعت الستر و بعثت به إلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و قالت للرسول: قل له تقرأ عليك ابنتك السلام، و تقول لك:
اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال: قد فعلت فداها أبوها، ثلاث مرات، ليست الدنيا من محمد و لا من آل محمد، و لو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، ثم قام فدخل عليها.
و عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قدم على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قوم عراة كانوا غزاة بالروم، فدخل على فاطمة و قد سترت سترا قال: أ يسرك أن يسترك الله يوم القيامة؟
فأعطنيه، فأعطته، فخرج به فشقه لكل إنسان ذراعين في ذراع.
و عن علي (رضي الله عنه) قال: زارنا النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فبات عندنا و الحسن و الحسين نائمان، و استسقى الحسن، فقام النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يصبه، فتناول الحسين فمنعه، و بدأ بالحسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحب إليك، قال:
[1] المسك: الأساور و الخلاخيل من القرون أو العاج و نحوها.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 58