نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 57
حبس دارا جاز له أن يسكن منها في موضع، و تعقّبه ابن المنير بمنع أصل الدعوى، و قد ترجم ابن شبة لعلم دور أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالمدينة، و ذكر عن جماعة منهن اتخاذ دور في أماكن متفرقة من المدينة، فتلك غير الحجر المذكورة، و الظاهر أن اتخاذهن لذلك كان بعد وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و الله أعلم.
الفصل العاشر في حجرة فاطمة بنت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و (رضي الله عنها)
أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه أن بيت فاطمة (رضي الله عنها) في الزور الذي في القبر، بينه و بين بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) خوخة.
و أسند عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال: كان بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و كانت فيه كوة إلى بيت عائشة (رضي الله عنها)، فكان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا قام إلى المخرج اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم، و أن فاطمة (رضي الله عنها) قالت لعلي: إن ابني أمسيا عليلين فلو نظرت لنا أدما [1] نستصبح به [2]، فخرج علي إلى السوق فاشترى لهم أدما، و جاء به إلى فاطمة فاستصبحت، فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم، و ذكر كلاما وقع بينهما، فلما أصبحوا سألت فاطمة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يسد الكوة، فسدها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم).
و أسند يحيى عقب ذلك حديث عائشة «قلت: يا رسول الله ندخل كنيفك فلا نرى شيئا من الأذى، فقال: الأرض تبلع ما يخرج من الأنبياء من الأذى فلا يرى منه شيء» فأشعر صنيع يحيى أن المراد من المخرج موضع الكنيف، و أفهم ذلك أن المخرج المذكور كان خلف حجرة عائشة (رضي الله عنها)، بينها و بين بيت فاطمة (رضي الله عنها)، و ذلك يقتضي أن يكون محله في الزور، أعني الموضع المزور شبه المثلث في بناء عمر بن عبد العزيز في جهة الشام.
و يشهد لذلك ما أسنده يحيى عن مسلم عن ابن أبي مريم أن عرض بيت فاطمة بنت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوان المواجهة الزور، قال: و كان بابه في المربعة التي في القبر.
و قد أسند أبو غسان كما قاله ابن شبة عن مسلم بن سالم بن مسلم بن أبي مريم قال:
عرّس علي (رضي الله عنه) بفاطمة بنت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الأسطوان التي خلف الأسطوان
[1] الأدم: ما يستمرأ به الخبز. و المراد هنا الزيت.