responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 42

و أورد الزمخشري قصة أبي لبابة في تفسيره قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‌ [الأنفال: 27] الآية، و قال فيها: قال أبو لبابة: فما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله و رسوله، فنزلت أي: الآية المتقدمة، فشد نفسه على سارية من سواري المسجد و قال: و الله لا أذوق طعاما و لا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي، فمكث سبعة أيام حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب الله عليه، و ذكر في القصة أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) جاءه فحله فقال:

إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، و أن أخلع من مالي، فقال (عليه السلام): «يجزئك الثلث أن تتصدق به».

و نقل ابن النجار عن إبراهيم بن جعفر أن السارية التي ربط إليها ثمامة بن أثال الحنفي هي السارية التي ارتبط إليها أبو لبابة، و نقل ذلك أيضا عن ابن شبة.

و روى البيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ‌ [التوبة:

102] الآية، قال: كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في غزوة تبوك، فلما حضر رجوع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد، فلما رآهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: من هؤلاء؟ قالوا: هذا أبو لبابة و أصحاب له تخلفوا عنك، الحديث، و فيه توبة الله عليهم و أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أرسل إليهم و أطلقهم.

و روى ابن زبالة عن عمر بن عبد الله بن المهاجر عن محمد بن كعب أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يصلي نوافله إلى أسطوانة التوبة.

و في رواية له عن عمر بن عبد الله، لم يذكر ابن كعب، أنه قال في أسطوان التوبة:

كان أكثر نافلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إليها، و كان إذا صلّى الصبح انصرف إليها، و قد سبق إليها الضعفاء و المساكين و أهل الضر و ضيفان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و المؤلفة قلوبهم و من لا مبيت له إلا في المسجد، قال: و قد تحلقوا حولها حلقا بعضها دون بعض، فينصرف إليهم من مصلاه من الصبح، فيتلو عليهم ما أنزل الله عليه من ليلته، و يحدثهم و يحدثونه، حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطّول و الشرف و الغنى فلم يجدوا إليه مجلسا، فتاقت أنفسهم إليه و تاقت نفسه إليهم، فأنزل الله تعالى: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ‌ [الكهف: 28] إلى منتهى الآيتين، فلما نزل ذلك فيهم قالوا: يا رسول الله اطردهم عنا، و نكون نحن جلساءك و إخوانك و لا نفارقك، فأنزل الله عز و جل: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ‌ [الأنعام: 52] إلى منتهى الآيتين.

و في العتبية عن مالك وصف أسطوان التوبة بالمخلقة، و قد قدمنا في الكلام على المصلى الشريف ما ذكره ابن زبالة من خلوقها و خلوق غيرها من الأساطين.

و روى ابن زبالة خبر مالك بن أنس المتقدم عن عبد الله بن أبي بكر بنحو ما تقدم،

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست