responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 43

و قال فيه: و هي الأسطوان المخلق نحو من ثلثيها، تدعى أسطوان التوبة، منها حل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أبا لبابة حين نزلت توبته، و بينها و بين القبر أسطوان.

و أسند أيضا عن ابن عمر أنه كان يقول في الأسطوان التي ارتبط إليها أبو لبابة: هي الثانية من القبر، و هي الثالثة من الرحبة.

قلت: كانت الثلاثة من الرحبة قبل تجدد الأسطوانتين المشار إليهما في أسطوانة القرعة بسبب تجدد الرواقين الآتي ذكرهما، و هذه الأسطوانة إلى جانب الأسطوانة المتقدم ذكرها من جهة المشرق؛ فهي الرابعة من المنبر، و الثانية من القبر، و الثالثة من القبلة، و الخامسة في زماننا من رحبة المسجد، و فيها اليوم هيئة محراب من الجص تتميز به عن سائر الأساطين، لكنه أزيل في الحريق الثاني.

و فهم البدر بن فرحون من رواية ابن عمر المتقدمة أنها التي تلي هذه الأسطوانة في جهة المشرق، و هي اللاصقة بالشباك اليوم كما سيأتي، فقال: إن أسطوان التوبة هي اللاصقة بالشباك على ما قاله عبد الله بن عمر، و تبعه مالك بن أنس، و ما قيل إنها غيرها فغلط أوجبه أشياء يطول ذكرها، انتهى كلامه.

قلت: بل الصواب ما قدمناه في بيانها، و منشأ ما فهمه عدّه للأسطوانة اللاصقة بجدار القبر، فحمل قول ابن عمر أنها الثانية من القبر، و قول مالك بينها و بين القبر أسطوان على الأسطوانة اللاصقة بالشباك اليوم، و قد علم من كلامهم في أسطوان القرعة أنهم لا يعدون اللاصقة بجدار القبر لما تقدم من قولهم فيها: إنها الثالثة من المنبر و الثالثة من القبر، و لو عدوا اللاصقة بجدار القبر لكانت الرابعة من القبر، و أيضا فاللاصقة بجدار القبر أحدثها عمر بن عبد العزيز، و لم يدرك ذلك ابن عمر، و أوضح من ذلك أن ابن زبالة قال: إن بين أسطوان التوبة و بين جدار القبر الشريف عشرين ذراعا، و قد اعتبرت ذلك من الأسطوانة التي ذكرناها فكان كذلك.

و قال أيضا فيما قدمناه عنه: «إن ذرع ما بين مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و بينها سبع عشرة ذراعا» و قد قدمنا في المصلى الشريف ما يقتضي صحة ذلك عند اختبارنا لما بينهما مع بيان أن المصلى الشريف في طرف الحفر الذي يلي المغرب، و إن جعل المصلى الشريف على تلك الهيئة حادث، و في نسخة من ابن زبالة «تسع عشرة ذراعا» بتقديم التاء، فإن صحت فقد علمت أنه لم يكن المصلى الشريف في عهد ابن زبالة على هذه الهيئات، بل كانت الأرض مستوية، فكأنه اعتبر الذراع من ابتداء طرف المصلى الشريف الغربي، و منه إلى الأسطوان‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست