responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 207

قلت: الذي يظهر من كلام ابن زبالة أنه أراد بالسقايات ما يجعل لأجل الشرب، و ظاهر ما ذكره ابن النجار أن المراد بذلك ما يجعل للوضوء. و ذكره لما عملته أم الخليفة الناصر لدين اللّه صريح في ذلك، فإنه يعني بذلك الميضأة التي بابها في حائط المسجد الشامي، و كان لها باب آخر من خارج سد قديما، و هو ظاهر فيما يلي المسجد من المغرب.

و قوله «فيها عدة بيوت» أي عدد الأخلية التي بها.

و قوله أولا «فأما الآن فليس في المسجد سقاية إلا في وسطه» الظاهر أنه يريد السقاية التي كانت للشرب بوسط المسجد.

و قد ذكرها البدر بن فرحون فقال: و لقد كان في وسط المسجد سقاية يحمل إليها الماء من العين بناها شيخ الخدام في ذلك الوقت، و وقف عليها أوقافا من ماله و كانت متقدمة على النخل تقديرها خمسة عشر ذراعا في مثلها، و جعل في وسطها مصرفا للماء مرخما، و نصب فيها مواجير للماء و أزيارا و دوارق و أكوازا، و حجّرها بالخشب و الجريد، و جعل لها غلقا من حديد، و استمرت السنين العديدة، فكثر الشر فيها، و التزاحم عندها، و صار يدخلها من يتوضأ فيها فربما يزيل فيها الأذى، من استقرب المدى، ثم تعدى الحال و زاد شرها. و ذكر فتنة اتفقت للخدام مع بعض الأشراف بسببها، قال: فلما غلبت مفسدتها على مصلحتها أزيلت عن اجتماع من القاضي شرف الدين الأميوطي و الشيخ ظهير الدين، انتهى.

و أما البركة التي ذكرها ابن النجار فإنها مذكورة في كلام المطري، و اقتضى كلامه نسبتها لابن أبي الهيجاء، فإنه ذكر ما سيأتي عنه في الكلام على العين الزرقاء من أن ابن أبي الهيجاء في حدود الستين و خمسمائة أمدّ منها شعبة و أوصلها إلى الرحبة التي عند المسجد من جهة باب السلام، يعني سوق المدينة اليوم. ثم قال: و كان قد جعل منها شعبة صغيرة تدخل إلى صحن المسجد، و جعل لها منهلا بدرج عليه عقد يخرج الماء من فوارة يتوضأ منها من يحتاج إليه، فحصل بذلك انتهاك حرمة المسجد الشريف من كشف العورات و الاستنجاء في المسجد، فسدّت لذلك، انتهى.

قلت: و قد رأيت آثار درجها في غربي النخيل التي بصحن المسجد قريبا منها، و ليس بالمسجد اليوم شي‌ء من السقايات إلا ما يحمل إليه من الدوارق المسبّلة فيشربها الناس في أوقات مخصوصة، إلا أن خزانة الخدام الآتي ذكرها لا يزال بها ماء لأجل شربهم. ثم لما عمر سلطان زماننا الأشرف مدرسته التي بين باب الرحمة و باب السلام جعل فيها سبيلا مما يلي باب الرحمة له شباك إلى المسجد.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست