responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 206

التي بينها و بين ركن صحن المسجد الغربي اليوم أسطوانتان بسبب زيادة الرواقين المتقدم ذكرهما في مؤخر المسقف المذكورة، و هذا الحجاب المذكور قد اندفن اليوم فلا يظهر منه شي‌ء، و الظاهر أنه كان بين السواري المطيفة بصحن المسجد من المشرق و المغرب حجاب مثل ذلك، و كانت بقاياه ظاهرة فيما يلي الدكاك من المسقفين المذكورين قبل حدوث ما سبق من الدكاك بهما، و المسقف القبلي اليوم أرضه عالية على ما يليه من الصحن يسيرا؛ فلا يغشاه مياه الأمطار، لكن وطأه متولي العمارة بعد الحريق الثاني حتى ساوى به أرض المصلى الشريف كما سبق، فاحتاج إلى عمل حجاب من الأحجار بين السواري التي تلي رحبة المسجد من جهة القبلة و ما حولها.

عدد بالوعات المسجد

و أما عدد البالوعات بصحن المسجد فقد ذكر ابن زبالة و يحيى أن به أربعا و ستين بالوعة لماء المطر عليها أرحاء لها صمائم من حجارة يدخل الماء من خلالها.

قلت: و لا يظهر به اليوم غير بالوعة واحدة لها فوّهتان، و هي عند الحجرين المتقدم ذكرهما في تجديد المسجد، و إحدى الفوهتين إلى جانب الحجرين من القبلة، و الثانية إلى جانبهما من جهة الشام، و يجتمعان في بئر واحدة هناك، و عليهما حجران كالأرحاء، و في أسفل ما على فوهتيهما من ذلك مشبك يدخل الماء من خلاله ليمنع نزول الحصباء هناك، و مع ذلك فقد بحروها في العمارة المتقدم ذكرها أولا، فخرج منها شي‌ء كثير من الحصباء.

سقايات المسجد

و أما السقايات التي كانت به فذكر ابن زبالة أنه كان في صحن المسجد في زمنه تسع عشرة سقاية، و ذلك في صفر سنة تسع و تسعين و مائة، منها ثلاث عشرة أحدثتها خالصة، و هي أول من أحدث ذلك، و منها ثلاث سقايات لزيد البربري مولى أمير المؤمنين، و منها سقاية لأبي البحتري وهب بن وهب، و منها سقاية لشجن أم ولد هارون أمير المؤمنين، و منها سقاية لسلسبيل أم ولد جعفر بن أبي جعفر. و قد أورد ذلك ابن النجار مترجما عليه بذكر السقايات التي كانت في المسجد، ثم قال: و أما الآن فليس في المسجد سقاية إلا في وسطه. قال: و فيه بركة كبيرة مبنية بالآجر و الجص و الخشب ينزل إليها بدرج أربع في جوانبها، و الماء ينبع من فوارة في وسطها تأتي من العين، و لا يكون الماء فيها إلا في أيام المواسم إذا جاء الحاج، و بقية السنة تكون فارغة. عملها بعض الأمراء بالشام، و اسمه شامة. قال: و عملت الجهة أم الخليفة الناصر لدين اللّه في مؤخر المسجد سقاية كبيرة فيها عدة من البيوت، و حفرت لها بئرا، و فتحت لها بابا إلى المسجد في الحائط الذي يلي الشام، انتهى.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست