responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 198

شيوخنا. و في العتبية أن مالكا كره المراوح في المسجد، و يجوز النوم فيه من غير كراهة عندنا، و كره بعضهم لغير الغريب الذي لا موضع له غيره، و روي في ذلك أحاديث.

و أسند أحمد بن يحيى البلاذري عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: كان عمر بن الخطاب يعس في المسجد بعد العشاء، فلا يرى أحدا إلا أخرجه إلا رجلا قائما يصلي، فمر بنفر من أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فيهم أبي بن كعب فقال: من هؤلاء؟ فقال أبي: نفر من أهلك يا أمير المؤمنين، قال: ما خلّفكم بعد الصلاة؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، فجلس معهم، ثم قال لأدناهم: خذ في الدعاء فدعا، فاستقرأهم رجلا رجلا حتى انتهى إلي و أنا بجنبه، فقال:

هات، فحصرت و أخذني الخجل، فقال: قل و لو أن تقول: اللهم اغفر لنا، اللهم ارحمنا، ثم أخذ عمر في الدعاء، فما كان أحد أكثر دمعة و لا أشد بكاء منه، ثم قال: تفرقوا الآن، انتهى.

الحدث في المسجد

و لا يحرم إخراج الريح من الدبر في المسجد، لكن الأولى اجتنابه، لقوله (صلّى اللّه عليه و سلم): «فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم» قال الزركشي: و قال بعض المتكلمين على الحديث من القدماء: الحدث في المسجد خطيئة يحرم بها المحدث استغفار الملائكة و دعاءهم المرجو بركته.

و روى ابن عدي في الكامل من طريق حمزة بن أبي حمزة الضبي عن أبي الزبير عن جابر قال: إن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) نهى أن يمر باللحم في المسجد، قال ابن عدي: و هذا منكر بهذا الإسناد، لا يرويه عن أبي الزبير غير حمزة، و حمزة يضع الحديث.

قلت: و قد روى ابن شبة نحوه، غير أنه منقطع الإسناد، و يغني عنه ما ورد من النهي عن اتخاذ المسجد طريقا، و اللّه أعلم.

القراءة في المصحف بالمسجد

و قال مالك: لم تكن القراءة في المصحف بالمسجد من أمر الناس القديم، و أول من أحدثه الحجاج بن يوسف. و قال أيضا: أكره أن يقرأ في المصحف في المسجد، و أرى أن يقاموا من المساجد إذا اجتمعوا للقراءة.

قلت: الذي عليه السلف و الخلف استحباب ذلك، و في الصحيح «إنما بنيت- يعني المساجد- لذكر اللّه و الصلاة و قراءة القرآن» و هو عام في المصاحف و غيرها، و قد روى ابن شبة عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال: إن أول من جمع القرآن في مصحف و كتبه عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، ثم وضعه في المسجد، فأمر به يقرأ كل غداة. و عن محرز ابن ثابت مولى سلمة بن عبد الملك عن أبيه قال: كنت في حرس الحجاج بن يوسف، فكتب الحجاج المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار، و بعث بمصحف إلى المدينة، فكره ذلك‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست