responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 182

ثم استبدل متولي العمارة الرباط المعروف بالحصن العتيق و ما في شاميه من المدرسة الجوبانية و الدار التي كانت تعرف بدار الشباك- و ذلك كله فيما بين باب الرحمة و باب السلام- عند هدم هذا الجانب من الجدار الغربي ليتخذ في ذلك مدرسة و رباطا لسلطان زماننا الأشرف أدام الله تعالى تأييده و تسديده، و اتخذ في الجدار المذكور فتحات لشبابيك كثيرة في ثلاث طبقات عدتها ثلاثون فتحة، لأن الفتحة الثالثة من على يسار الداخل من باب السلام في موضع باب خوخة أبي بكر الصديق الآتي ذكرها في أبواب المسجد، جعلوه بابا ينفذ إلى المسجد، و كذا الفتحتان اللتان بينها و بين باب السلام جعلوا لهما بابين إلى المسجد فقط، و صارت هذه الأبواب الثلاثة في المسجد دون المدرسة من أصل حاصل المسجد الذي كان هناك، و الفتحة الخامسة- و هي الثالثة من خوخة أبي بكر- جعلوها بابا ينفذ من المسجد إلى أسفل المدرسة، و جعلوا على الفتحات التي في الطبقة العليا شبكة من شريط النحاس شبه الزرد؛ لأنها جعلت لمجرد الضوء، و قد تكلم الناس مع متولي العمارة في أمر الشبابيك و اتخاذها بجدار المسجد الشريف القبلي قبل انتقاله إلى هذه الجهة، و كثر الكلام في ذلك، فكاتب السلطان فاستفتى علماء مصر في ذلك فأفتاه جماعة منهم بذلك، فقلدهم فيه، و عوض ما فات من المصاحف و الربعات، و بعث بعض ذلك على يدي بحيث اجتمع من ذلك أكثر مما فات، و كذلك الكتب بعث بجانب منها و وعد بإرسال ما يحتاج إليه، و كان من التوفيق بعثه للأمير الكبير الفخري قاسم الفقيه ناظرا على المسجد الشريف و شيخا لخدامه، و هو محب للعلم و أهله، مغرم بتلاوة القرآن الشريف، لم ير على طريقته مثله في هذا الباب؛ فصار يباشر أمر الرّبعات و المصاحف بنفسه و مماليكه، و اتخذ لها كراسيّ صغارا يوضع عليها بالروضة الشريفة في أوقات الصلوات النهارية، فيقرأ هو و الناس فيها؛ فعم نفعها.

و لما قارب المسجد التمام أخذوا في عمارة الرباط و المدرسة المذكورين، و أسسوا لهما منارة في ناحيتهما التي تلي باب الرحمة، و شرعوا أيضا في عمارة رباط آخر بدل رباط الحصن العتيق، و في حمام قبالة الرباط المذكور استأجروا أرض الحمام من الناظر على الميضأة التي بباب السلام فإنها منها، و شرعوا أيضا في عمارة سبيل و فرن و طاحون و مطبخ للدشيشة و وكالة ذات حواصل في الدور التي اشتروها قبل ذلك للسلطان من دور العباس و ما يلي ذلك في جهة القبلة، و ذلك أن السلطان أعز اللّه تعالى أنصاره بعد رجوعه من الحج شرع في شراء أماكن و جعلها وقفا ليحمل ريعها إلى المدينة الشريفة ليفرّق منه على أهلها و يعمل منه سماط كسماط الخليل (عليه السلام)، و أبرز لذلك ستين ألف دينار كما ذكرناه في الفصل الثالث و الثلاثين، فاتخذوا هذه الأماكن لذلك، و هو أمر لم يسبق إليه، فسح الله تعالى في أجله، و بلغه من الخير غاية سؤاله و أمله، و لم يكن بالمدينة الشريفة حمام قبل ذلك من مدة مديدة، و كذا الطاحون، و إنما يستعملون الأرحاء التي تدار بالأيدي.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست