responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 141

قلت: و استمر عمل الملوك و أرباب الحشمة إلى زماننا هذا على الإهداء إلى الحجرة الشريفة قناديل الذهب و الفضة.

و رأيت بحط شيخنا العلامة ناصر الدين العثماني أشياء نقلها من خط قاضي طيبة الزين عبد الرحمن بن صالح يتضمن ما كان يرد في كل سنة من ذلك؛ فذكر في سنة خمسة عشر قنديلا، و في أخرى ثلاثة عشر، و في أخرى عشرة، و في أخرى إحدى و عشرين.

قلت: و في زماننا هذا يرد في غالب السنين ما يزيد على العشرين، و لا ضابط لذلك؛ فإنه يرد من نذور من ناس مختلفين، و كأن هذه القناديل كانت إذا كثرت رفعوا بعضها و وضعوه بالحاصل الذي في وسط المسجد، فاجتمع فيه شي‌ء كثير فاتفق على ما ذكره الحافظ ابن حجر في سنة إحدى عشرة و ثمانمائة أن فوض السلطان الناصر فرج لحسن بن عجلان سلطنة الحجاز، فاتفق موت ثابت بن نغير، و قرر حسن مكانه أخاه عجلان ابن نغير المنصوري، فثار عليهم جماز بن هبة بن جماز الجمازي الذي كان أمير المدينة، و أرسل إلى الخدام بالمدينة يستدعيهم، فامتنعوا من الحضور إليه، فدخل المسجد الشريف، و أخذ ستارتي باب الحجرة، و طلب من الخدام تسعة آلاف درهم على أن لا يتعرض لحاصل الحرم، فامتنعوا، فضرب شيخهم، و كسر قفل الحاصل، هكذا رأيته في «أنباء الغمر» للحافظ ابن حجر.

و الذي رأيته في محضر عليه خطوط غالب أعيان المدينة الشريفة ما حاصله: أن جماز بن هبة المذكور كان أمير المدينة، فبرزت المراسيم الشريفة بتولية ثابت بن نغير إمرة المدينة و أن يكون النظر في جميع الحجاز لحسن بن عجلان، و لم يصل الخبر بذلك إلا بعد وفاة ثابت بن نغير، فأظهر جماز بن هبة الخلاف و العصيان و جمع جموعا من المفسدين و أباح نهب بعض بيوت المدينة، ثم حضر مع جماعة إلى المسجد الشريف، و أهان من حضر معه من القضاة و المشايخ و شيخ الخدام باليد و اللسان، و شهر سيفه عليهم، و كسر باب القبة حاصل الحرم الشريف، و أخذ جميع ما فيها من قناديل الذهب و الفضة التي تحمل على تعاقب السنين من سائر الآفاق تقربا إلى اللّه و رسوله و أشياء نفيسة و ختمات شريفة و زيت المصابيح و شموع التراويح و أكفان و دراهم يواري بها البطحاء، و قطع مكاتيب الأوقاف و غسلها، و قصد الحجرة الشريفة، و أحضر السلم لإنزال كسوة الضريح الشريف و القناديل المعلقة حوله، فلم يقدّر له ذلك و منعه اللّه منه، و أخذ ستر أبواب الحجرة الشريفة من خزانة الخدام، و تعطل في ذلك اليوم و ليلته و الذي يليها المسجد الشريف من الأذان و الإقامة و الجماعة، و أخذ جماعته و أقاربه في نهب بيوت الناس و مصادرتهم، و أخذ جمال السواني، و ارتحل هاربا عقب ذلك، و لما اتصل بحسن بن عجلان ما فوض إليه من أمر الحجاز استدعى بعجلان بن نغير و أقامه في إمرة المدينة، و عرفه ما برزت به المراسيم أولا في ولاية أخيه، انتهى.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست