responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 14

قلت: و لما حفر متولي العمارة في زماننا أرض المسجد الشريف و سواها بأرض المصلى الشريف وجد هذا الرخام المذكور، و ارتفاعه عن أرض المصلى الشريف نحو ما ذكره ابن النجار و ابن جبير؛ ثم لما أرادوا تأسيس المنبر الرخام الآتي ذكره حفروا حول الدكة المذكورة فظهر أنها منخفضة عن أرض المصلّى الشريف التي استقر عليها الحال اليوم يسيرا، و خلفها من جهة القبلة إفريز نحو ثلث ذراع، و طولها سبع أذرع، بتقديم السين، و شبر، و هي مجوفة شبيهة بالحوض، فصح ما ذكره ابن جبير في تسميتها حوضا، و صح أيضا ما سيأتي عنه من أن سعة المنبر خمسة أشبار؛ لأن جوف هذا الحوض الذي وجدناه بما دخل من عمودي المنبر في أحجاره خمسة أشبار، و قول ابن زبالة أولا «و ذرع طول المنبر اليوم أربع أذرع» مراده ارتفاعه في الهواء مع الدرج الست التي زادها مروان؛ فيكون طول الدرج الست ذراعين؛ فتكون كل درجة ثلث ذراع، فيقرب مما قدمه ابن زبالة في طول درج منبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هو الذي تقتضيه المناسبة.

و نقل الزين المراغي عن ابن زبالة أنه قال: طول منبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بما زيد فيه أربعة أذرع، و من أسفل عتبته إلى أعلاه تسعة أذرع و شبر.

قلت: كذا رأيته بخط الزين، و ضبط قوله: «تسعة أذرع» بتقديم التاء الفوقية، و هو غلط في النسخة التي وقعت له؛ لأن الذي قدمناه عن ابن زبالة إنما هو من أسفل عتبته إلى مؤخره، و قررناه بما تقدم، و إنما قضينا على ذلك بالغلط لأنه حينئذ لا يلتئم أطراف كلامه، و لأنه يقتضي أن يكون ارتفاع المنبر في الهواء تسعة أذرع، بتقديم التاء، و شبرا، فإذا قام عليه القائم يقرب من سقف المسجد، و يبعد كل البعد كون منبر في ذلك الزمان ارتفاعه هذا القدر، و أيضا فابن زبالة قد صرح بأن الذي زاده مروان ست درج، فيلزم أن يكون كل درجة ذراعا و شيئا، و هو في غاية البعد، و ما نقلناه عن ابن زبالة يقرب مما ذكره ابن النجار؛ فإنه قال عقب ما قدمناه عنه في وصف منبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ما لفظه: و طول المنبر اليوم ثلاثة أذرع و شبر و ثلاث أصابع، و الدكة التي عليها من رخام طولها شبر و عقد، و من رأسه- أي المنبر- دون دكته إلى عتبته خمسة أذرع و شبر و أربع أصابع، و قد زيد فيه اليوم عتبتان و جعل عليه باب يفتح يوم الجمعة، انتهى؛ فهو قريب مما ذكره ابن زبالة من أن طول المنبر- يعني في الهواء- أربعة أذرع، و امتداده هو خاصة في الأرض من عتبته إلى مؤخره ستة أذرع، و يوافق أيضا ما ذكره الفقيه أبو الحسين محمد بن جبير من حديث القدر، فإنه قال: رأيت منبر المدينة الشريف في عام ثمان و سبعين و خمسمائة، و ارتفاعه من الأرض نحو القامة أو أزيد، و سعته خمسة أشبار، و طوله خمس خطوات، و أدراجه ثمانية، و له باب على هيئة الشباك مقفل يفتح يوم الجمعة، و طوله- أي الباب- أربعة أشبار و نصف شبر، و هذا

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست