responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 48

أوطانا، و لو لم يكن إلا جواره (صلّى اللّه عليه و سلم) بها و قد قال (صلّى اللّه عليه و سلم) «ما زال جبريل يوصيني بالجار» الحديث، و لم يخص جارا دون جار، و لا يخرج أحد عن حكم الجار و إن جار، و لهذا اخترت تفضيل سكناها على مكة، مع تسليم مزيد المضاعفة لمكة؛ إذ جهة الفضل غير منحصرة في ذلك؛ فتلك لها مزيد العدد، و لهذه تضاعف البركة و المدد، و لتلك جوار بيت الله، و لهذه جوار حبيب الله و أكرم الخلق على الله، سر الوجود، و البركة الشاملة لكل موجود.

قال عياض في المدارك: قال مصعب: لما قدم المهدي المدينة استقبله مالك و غيره من أشرافها على أميال، فلما بصر بمالك انحرف المهدي إليه فعانقه و سلّم عليه و سايره، فالتفت مالك إلى المهدي فقال: يا أمير المؤمنين، إنك تدخل الآن المدينة فتمر بقوم عن يمينك و يسارك، و هم أولاد المهاجرين و الأنصار، فسلم عليهم؛ فإنه ما على وجه الأرض قوم خير من أهل المدينة، و لا خير من المدينة، قال: و من أين قلت ذلك يا أبا عبد الله؟

فقال: إنه لا يعرف قبر محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) عندهم فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم، ففعل المهدي ما أمره به، فأشار مالك- (رحمه الله)!- إلى أن المقتضى للتفضيل هو وجود قبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بها، و مجاورة أهلها له.

الفصل الرابع في بعض دعائه (صلّى اللّه عليه و سلم) لها و لأهلها

، و ما كان بها من الوباء، و نقله‌

حب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) للمدينة

روينا في الصحيحين حديث «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد» و رواه رزين العبدري و الجندي بالواو بدل «أو» مع أن أوفى تلك الرواية بمعنى بل، و قد صح عنه (صلّى اللّه عليه و سلم) في محبة المدينة ما لم يرد مثله لمكة؛ ففي صحيح البخاري و جامع الترمذي حديث «كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أوضع راحلته‌ [1]، و إن كان على دابة حركها من حبها» و في رواية لابن زبالة «تباشرا بالمدينة»، و في رواية له «كان إذا أقبل من مكة فكان بالأثاية طرح رداءه عن منكبيه و قال: هذه أرواح طيبة» و قد تكرر دعاؤه (صلّى اللّه عليه و سلم) بتحبيب المدينة إليه كما سيأتي، و الظاهر أن الإجابة حصلت بالأول، و التكرير لطلب الزيادة، و في كتاب الدعاء للمحاملي و غيره عن أنس (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه «كان إذا قدم من سفر من أسفاره فأقبل على المدينة يسير أتم السير، و يقول: اللهم اجعل لنا بها قرارا، و رزقا حسنا».


[1] أوضع راحلته: حملها على السير السريع.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست