responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 161

و كل هؤلاء بنو سلمة، و كانوا بهذه الدور، و كلمتهم واحدة، و ملكوا عليهم أمّة بن حرام، فلبث فيهم زمانا حتى هلك رجل من بني عبيد ذو أموال كثيرة، له ولد واحد اسمه صخر، فأراد أمة أن ينزع طائفة من أمواله فيقسمها في بني سلمة، فعظم ذلك على صخر، و شكا ذلك على بني عبيد و بني سواد، و قال: إن فعل أمة ذلك لأضربنه بالسيف، و سألهم أن يمنعوه إن هو فعل، فأطاعوا له، فلما فعل أمة ذلك ضربه صخر فقطع حبل عاتقه، و قامت دونه بنو عبيد و بنو سواد، فنذر أمة أن لا يؤويه ظل بيت ما عاش حتى يقتل بنو سلمة صخرا أو يأتوه به فيرى فيه رأيه، و جلس أمة عند الضرب الذي فوق مسجد الفتح مما يلي الجرف في الشمس، فمرت به وليدة حطابة فقالت: مالك يا سيدي هنا في الشمس؟ فقال:

إن قومي أجمعوا لي أمرهم‌ * * * ثم نادوا لي صخرا فضرب‌

إنني آليت لا يسترني‌ * * * سقف بيت من حرور و لهب‌

أبدا ما دام صخر آمنا * * * بينهم يمشي و لا يخشى العطب‌

فذهبت الجارية، فأخبرتهم، فربطوا صخرا ثم أتوه به، فعفا عنهم و أخذ الذي كان يريد أن يأخذ من أمواله؛ فهذا خبر ما دخل بين بني سلمة.

و روى ابن شبة عن جابر بن عبد الله أن بني سلمة قالوا: يا رسول الله، نبيع دورنا و نتحول إليك، فإن بيننا و بينك واديا؟ فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): «اثبتوا فإنكم أوتادها، و ما من عبد يخطو إلى الصلاة خطوة إلا كتب الله له أجرا».

و روى أيضا عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال: شكا أصحابنا- يعني بني سلمة و بني حرام- إلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أن السيل يحول بينهم و بين الجمعة، و كانت دورهم مما يلي نخيلهم و مزارعهم في مسجد القبلتين و مسجد الخربة، فقال لهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): «و ما عليكم لو تحولتم إلى سفح الجبل» يعني سلعا، فتحولوا؛ فدخلت حرام الشّعب، و صارت سواد و عبيد إلى السفح.

قلت: و شعب بني حرام معروف بسلع، و هناك آثار منازلهم و آثار مسجدهم في غربي جبل سلع على يمين السالك إلى مساجد الفتح من الطريق القبلية، و على يسار السالك إلى المدينة و على مقربة من محاذاته في جهة المغرب حصن خل.

و روى ابن زبالة و يحيى من طريقه عن جابر بن عبد الله قال: كان السيل يحول بين بني حرام و بين مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فنقلهم عمر بن الخطاب إلى الشعب، و كلهم قوما

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست