نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 1 صفحه : 162
كانوا فيه من أهل اليمن يقال لهم بنو ناغضة، فانتقلوا إلى الشعب الذي تحت مسجد الفتح، فآثارهم هناك، و اشترت بنو حرام غلاما روميّا من أعطياتهم، و كان ينقل الحجارة من الحرة و ينقشها، فبنوا مسجدهم الذي في الشعب و سقفوه بخشب و جريد، و كان عمر بن عبد العزيز زاد فيه مدماكين من أعلاه، و طابق سقفه، و جعل فيه ذيت مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم).
قلت: و آثار خرز أساطينه و ما تكسر منها موجود اليوم فيه، يعرف محله بالشعب المذكور.
و قد روى المجد في فضل المساجد الخبر المتقدم، إلا أنه قال: و جعل فيه ذيت مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم قال: و الذيت الساج الذي يظهر على الحائط، انتهى. و لم يضبطه غير أنه بالذال في كتابه، و الذي في كتاب ابن زبالة و يحيى ما قدمناه، و الله أعلم.
و نزل بنو بياضة و زريق ابنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر، و بنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، و بنو عذارة و هم بنو كعب بن مالك بن غضب، و بنو الليل و هم بنو عامر بن مالك بن غضب، و بنو أجدع و هم بنو معاوية بن مالك بن غضب دار بني بياضة. قال المطري: فيما بين دار بني سالم بن عوف بن الخزرج التي عند مسجد الجمعة إلى وادي بطحان قبلي دار بني مازن بن النجار.
قلت: الذي يترجح عندي أن دارهم كانت في شامي دار بني سالم بن عوف و قبلي دار بني مازن، ممتدة في الحرة الغربية، حتى إن في كلام ابن زبالة ما يقتضي أن بعض منازلهم تمتد إلى منازل بني ساعدة لما سنذكره.
و ابتنوا بدارهم الآطام، و روى ابن زبالة أنه كان بدارهم تسعة عشر أطما، و أن الذي أحصاه لبني أمية بن عامر بن بياضة خاصة ثلاثة عشر أطما: منها أطم أسود في يماني أرض فراس بن ميسرة، كان في الحرة، و منها «عقرب» كان في شامي المزرعة المسماة بالرحابة في الحرة على الفقارة، و منها «سويد» كان في شامي الحائط الذي يقال له الحماضة، و لصاحبه كانت الحماضة، و سيأتي ذكر الحماضة في منازل بني ساعدة، لكن يبعد أن يكون هي المراد هنا، و منها «اللواء» كان موضعه في حد السرارة بينه و بين زاوية الجدار الشامي الذي يحيط على الحماضة عشرون ذراعا، و منها أطم كان في السرارة، و السرارة: ما بين أرض ابن أبي قليع إلى منتهى الحماضة، و ما بين الأطم الذي يقال له
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 1 صفحه : 162