و أهلها أشراف من دهاقين العجم، و بها قوم من العرب من الأزد [1] و تميم و غيرهم.
و هي كانت منازل ولاة خراسان فكان أول من نزلها المأمون ثم من ولي خراسان بعد، حتى نزل عبد اللّه بن طاهر نيسابور.
و شرب أهل مرو من عيون تجري و أودية، و خراجها داخل في خراج خراسان، و بها جيد الثياب الموصوفة من ثياب خراسان، و لها من الكور كورة زرق [2]، و أرم كيلبق، و سوسقان [3]، و جرارة [4].
و من مرو إلى آمل [5] ست مراحل أولها كشماهن [6] منها الزبيب الكشمهاني و سائر المراحل في برية و حصون.
فهذا ما على الخط الأعظم من كور خراسان، و شرب أهل آمل من آبار إلا ما كان
الأمر لمعاوية عاتبه، فأغلظ له الأحنف في الجواب، فسئل معاوية عن صبره عليه، فقال:
هذا الذي إذا غضب غضب له مائة ألف لا يدرون فيم غضب، و ولي خراسان، و كان صديقا لمصعب بن الزبير (أمير العراق)، فوفد عليه بالكوفة فتوفي فيها و هو عنده، أخباره كثيرة جدا في كتب التاريخ و الأدب و البلدان، قال رجل ليحيى البرمكي: أنت و اللّه أحلم من الأحنف بن قيس، فقال يحيى: ما يقرّب إلينا من أعطانا فوق حقّنا!.
[1] الأزد: قال أبو عبيد: و يقال بالسين بدل الزاي، قال الجوهري: بالزاي أفصح، و هم بنو الأزد بن يغوث بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان، و هم من أعظم الأحياء و أكثرهم بطونا.
(صبح الأعشى ج 1/ ص 370).
[2] زرق: قرية من قرى مرو، بها قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس، قال ابن عبد المنعم الحميري:
و هو الذي حاربه المسلمون و خرّبوا ملكه، و كان آخر أمره أنه فرّ إلى مرو و نزل بهذه القرية عند طحّان هناك متنكّرا، فقتله الطحّان، أو دلّ عليه، و كان ذلك في أول سنة إحدى و ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه. (معجم البلدان ج 3/ ص 154).
[3] سوسقان: على أربعة فراسخ من مرو عند الرحل على طرف البرية. (معجم البلدان ج 3/ ص 320).
[4] جرّارة: ناحية من نواحي البطيحة، قريبة من البرّ توصف بكثرة السمك. (معجم البلدان ج 2/ ص 136).
[5] آمل: اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل، لأن طبرستان سهل و جبل، و بآمل تعمل السجادات الطبرية، و البسط الحسان، و كان بها أول إسلام أهلها مسلحة من ألفي رجل.
(معجم البلدان ج 1/ ص 77).
[6] كشماهن: و في معجم البلدان كشميهن بالياء، قرية عظيمة من قرى مرو، و على طرف البرية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون. (معجم البلدان ج 4/ ص 526).