و عربها قليل، و أكثر أهلها عجم من أشراف الدهاقين و بها قوم من العرب انتقلوا إليها من الكوفة و البصرة من ثقيف[1]، و تميم [2]، و بني ضبة [3]، و خزاعة [4]، و بني حنيفة [5]، و من بني عبد القيس [6] و غيرهم.
و يقال: إن سلمان الفارسي [7] رحمة اللّه عليه كان من أهل أصبهان، و من قرية
و تناسلوا و سمّي المكان بعد ذلك اليهودية، و هو موضع إلى جنب جيّ. (معجم البلدان ج 5/ ص 518).
[1] ثقيف: هم رهط الحجاج بن يوسف والي العراق في عهد بني أمية، و هم بطن من هوازن، و هم بنوا قسيّ بن منبه بن بكر بن هوازن، و يقال: إنهم من إياد بن نزار، و عن بعض النّسابة أن ثقيفا من بقايا ثمود، كان الحجاج بن يوسف ينكر و يقول كذبوا. قال في العبر: و ثقيف بطن واسع، و كانت منازلهم بالطائف. (صبح الأعشى ج 1/ ص 397).
[2] تميم: قبيلة من العدنانية، لغتها العربية حجّة بين لغات القبائل، أنجبت أعظم شعراء الجاهلية، و منهم جرير و الفرزدق و هم بنو تميم بن مرّ بن مراد بن طابخة، قال في العبر:
و كانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة و اليمامة، و امتدت إلى العذيب من أرض الكوفة، ثم تفرّقوا بعد ذلك في الحواضر. (صبح الأعشى ج 1/ ص 401).
[3] بنو ضبّة: من قبائل طابخة، قال في العبر: و كانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم، ثم انتقلوا في الإسلام إلى العراق، و هم الذين قتلوا المتنبي. (صبح الأعشى ج 1/ ص 401).
[4] خزاعة: قبيلة عربية من الأزد ارتحلت إلى الشمال إثر تصدّع سدّ مأرب، كانت لهم سدانة الكعبة بمكة إلى أن انتزعها منهم قصيّ. (المنجد في اللغة و الأعلام).
[5] بنو حنيفة: و هم بطن من بكر بن وائل، رهط مسيلمة الكذّاب الذي تنبّأ في زمن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)، قتل مسيلمة في خلافة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، و هم بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. (صبح الأعشى ج 1/ ص 394).
[6] بنو عبد القيس: و هم بطن من جديلة، و هم بنو عبد القيس بن أقصى بن دعميّ بن جديلة، قال في العبر: و كانت ديارهم بتهامة حتى خرجوا إلى البحرين و زاحموا من بها من بكر بن وائل و تميم، و قاسموهم المواطن، و النسبة إليهم عبديّ، و منهم من ينسب إليهم عبديّ قيسي و بعضهم يقول: عبقسي، و من عبد القيس هؤلاء: الأشجّ. الذي قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إن فيك لخصلتين يحبّهما اللّه: الحلم و الأناة».
[7] سلمان الفارسي: صحابي من مقدميهم، كان يسمّي نفسه سلمان الإسلام، أصله من مجوس أصبهان، عاش عمرا طويلا، و اختلفوا في ما كان يسمّى به في بلاده، و قالوا: نشأ في قرية جيان، و رحل إلى الشام، فالموصل، فنصيبين، فعمورية، و قرأ كتب الفرس، و الروم، و اليهود، و قصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه، ثم استعبدوه فباعوه، فاشتراه رجل في قريظة فجاء به إلى المدينة، و علم سلمان بخبر الإسلام، فقصد النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بقباء و سمع كلامه، و لازمه أياما، و أبى أن يتحرّر بالإسلام، فأعانه المسلمون على شراء نفسه