عجيب الصنعة، فأصابت مرو و قراها في السنة التي هدم فيها جوائح عظام. فزعم أهل مرو أنه كان طلسما للعمران، و أنه لما [زال] [1] نال البلاد ما نالهم.
و وفد على بعض الخلفاء رجل من أهل خراسان له عقل و معرفة، فقال:
أخبرني من أصدق أهل خراسان؟ قال: أهل بخارا. قال: فمن أوسعهم بذلا للخبز [و الملح] [2]؟ قال: أهل الجوزجان. قال: فمن أحسنهم [159 أ] ضيافة؟ قال:
أهل سمرقند. قال: فمن أدقّهم نظرا؟ قال: أهل مرو. قال: فمن أسوأهم طاعة و أذهبهم بنفسه؟ قال: أهل خوارزم. قال: فمن أحسنهم فطنة و أبعدهم غورا؟ قال:
أهل مرو الروذ. قال: فمن أصحّهم [3] عقولا؟ قال: أهل طوس ان رضي أهل نسا.
قال: فمن أكثرهم جدلا و شغبا؟ قال: أهل سرخس. قال: فمن أضعفهم رأيا و تدبيرا؟ قال: أهل نيسابور. قال: فمن أقلّهم غيرة؟ قال: أهل هراة. قال: فمن أجهلهم بالخالق؟ قال: أهل بوشنج و بادغيس. قال: فمن أرماهم؟ قال: أهل خوارزم. قال: فمن أبخلهم؟ قال: أهل مرو. و أنشد:
مياسير مرو من يجود لضيفكم* * * بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم
و من رشّ باب الدار منهم بغرفة* * * فقد كملت فيه خصال المكارم
يسمون بطن الشاة طاووس عرسهم* * * و عند طبيخ اللحم ضرب الجماجم
فلا قدّس الرحمن أرضا و بلدة* * * طواويسهم فيها بطون البهائم
و كان المأمون يقول: استوى الشريف و الوضيع من أهل مرو في ثلاثة أشياء:
البطيخ البارنك و الماء البارد بغير الثلج [يعني ماء اليخ] [4] و القطن اللين.
و بمرو، الرزيق و الماجان: نهران كبيران حسنان منهما سقي أكثر ضياعهم و رساتيقهم. و أنشد لعلي بن الجهم: