responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 205

المنهج، و استحوذ عليها الشيطان، و في كلّ قوم صالح و طالح فأما أهل البصرة فهم أكثر أموالا و أولادا، و أطوع للسلطان، و أعرف برسوم الإسلام.

قال ابن عيّاش: نحن أعلم بالفتوح منكم، نحن نفينا كسرى عن البلاد و أبرنا جنوده و أبحنا ملكه و فتحنا الأقاليم، و إنما البصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد، ينتهي إليها الماء بعد تغييره و فساده، مضغوطة قبل ظهرها بأخشن أحجار الحجاز و أقلّها خيرا، مضغوطة من فوقها ببطيحتها، و إن كانوا يستعذبون ماءهم، و لولا ذلك ما انتفعوا بالعيش، و مضغوطة بالبحر الأخضر من أسفلها و نحن قلّلناهم على وجه المعزاء، و بعثنا إليهم من جندنا ما كان منه قوامهم، و إنما أهل البصرة بمنزلة الرسل لنا، و محلّ الكوفة محلّ اللهوات و اللسان من الجسد، و موضعها على صدور الأرضين ينتهي إليها الماء ببرده و عذوبته، و يتفرق في بلادنا و يجوز بالعذبة الزكيّة الفرات و دجلة، و البصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد.

قال أبو بكر: أنتم مع ما وصفت أكثر أنبياء و ما لنا إلّا نبي واحد و هو محمّد صلّى اللّه عليه و عامّة أنبيائكم الحاكة.

فضحك أبو العبّاس حتى كاد يسقط عن السرير ثم قال: للّه درّك يا أبا بكر.

فقال أبو بكر: و ما رأيت الأنبياء مصلوبين إلّا ببلاد الكوفة.

فقال ابن عيّاش: عيّرت أهل الكوفة بثلاثة مجانين من السفلة ادّعوا النبوّة بالجنون، فصلبهم اللّه بالكوفة، فمن يعيّر به أهل البصرة من المدّعين للعقول و الشرف و الروايات للحديث كثيرا، و كلّهم يزعم أنه يهدي نفسه و يضلّها، و المتنبّئ بالجنون أيسر خطبا من ادّعاء الصحيح هدى نفسه و ضلالها، فلقد ادّعوا الربوبيّة في قول بعضهم.

فقال أبو العبّاس: هذه بتلك أو أشدّ يا أبا بكر، فاعترض عليهم بعض العلويّة و هو الحسن بن زيد فقال: يا أبا بكر ما قاتلتم عليّا يوم الجمل؟ فقال:

بلى، قاتله شرذمة، و كفّ اللّه عزّ و جلّ أيدينا و سلاحنا عن قتله نظرا منه لنا، ثم‌

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست