responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 136

قالوا: و بلاد طنجة مدينتها و ليلة، و الغالب عليها المعتزلة، و عميدهم اليوم إسحاق بن محمّد بن عبد الحميد، و هو صاحب إدريس بن إدريس، و إدريس موافق له، و أمّ إدريس بربريّة مولّدة، و بربر أخواله، و اسم أمّ إدريس كنز، و هي التي كانت تتولّى طعامه و طبيخه خوفا من السمّ. و من و ليلة إلى طنجة إلى ناحيتي مدينة السوس الأدنى مسيرة عشرين ليلة، و ليس في بلادهم نخل، و لا كرم، و لا زيتون. و لهم القمح، و الشعير، و الأغنام، و الرماك، و البقر، و العسل، و ليس لهم قطن و لا كتّان، لباسهم الصوف، و زرعهم على ماء السماء، و من آخر مدينة السوس إلى آخر طرقلة مدينة السوس الأقصى شهران، و ليس وراء طرقلة أنس.

و من عجائبهم وادي الرمل و مدينة البهت، و هي في بعض مفاوزها، قال:

و لمّا فرغ الإسكندر من فتح مصر أخذ متيامنا نحو المغرب حتى انتهى إلى أمّة من بني إسرائيل قوم موسى بمدينة لهم و كانوا عبّادا أتقياء، فلمّا انتهى إلى تخوم أرضهم بلغهم وروده عليهم فاجتمع عظماؤهم و أحبارهم و كتبوا إليه: بسم اللّه ذي الطول و المنّ، من البرجمانيّين الفقيرين إلى اللّه و ذوي التواضع للّه إلى الإسكندر المغترّ بالدنيا، أما بعد فقد بلغنا مسيرك إلينا، فإن كنت محاربا كما حاربت غيرنا لتأخذ من دنيانا، فارجع فما لك عندنا طائلة، و لا لك في قتالنا نفع، لأنّا أناس مساكين، ليست لنا أموال، و لا للملوك في أرضنا أرب، و إن كنت إنما تقصد نحونا لتطلب العلم فارغب إلى اللّه أن يفقّهك و يهديك، مع علمنا أنك لا تحبّ ذلك، لأن انهماكك في طلب الدنيا بلا فكرة في زوالها و انقطاعها عنك، يدلّ أنك غير راغب فيها، فأما نحن فقد خلّينا الدنيا و رفضناها، و رغبنا في الآخرة و تشوّقناها، فانصرف أيّها العبد عنّا، و لا تؤذينا و تخرّب بلادنا، و لا أرب لك فينا.

فلمّا أتاه الكتاب عزم على إتيانهم في مائة فارس من علماء أصحابه و زهّادهم، و قد كان بينه و بينهم بحر رمل يجري كما يجري الماء، و يسكن كلّ يوم سبت فلا يتحرّك إلى الليل، و مدينتهم تسمّى مقيارات، و حولها تسع قريات، و هم متفرّقون فيها، و أسماؤها: عطروت، و ربعون، و يمحون، و قنوا، و حسنون، و بعلى، و سبام، و بنوا، و بنعون، و دورهم مستوية، و ليس فيهم رجل أغنى من‌

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست