ظبية منها؟ فقالت : أريد أن تلصق ظلفها بأذنها! فتحيّر بهرام وقال في نفسه
:إن لم أفعل قيل انّه شهّى جارية ولم يف بها. فأخذ الجلاهق وعيّن ظبية فرماها
ببندقية فأصاب أذنها ، فرفعت رجلها تحكّ بها أذنها ، فانتزع سهما فرماها فخاط به
ظلفها بأذنها ، ثمّ قتل الجارية ودفنها مع الظبية في ناووس واحد ، وبنى عليهما
علما من حجارة وكتب عليها قصّتها وقال : إنّما قتلت الجارية لأنها قصدت تعجيزي
وكادت تفضحني! قال ابن الفقيه : والموضع معروف إلى وقتنا بناووس الظبية.
نسا
مدينة بخراسان
بقرب سرخس وابيورد ، بناها فيروز بن يزدجرد أحد الأكاسرة. وكان يقال لها شهر فيروز
، وهي مدينة طيّبة كثيرة الأنهار والأشجار إلّا أنّها وبئة ويكثر بها العرق
المديني ، حتى انه في الصيف قلّ من ينجو منه.
بها رباط بناه
رئيسها عماد الدين حمزة النّسوي ، وهو رباط عظيم خارج المدينة بين الباغات ، ليس
في شيء من البلاد مثله في عظم العمارة وكثرة الخير.
حكي عنه انّه
قال : كنت على عزم أن أبني موضعا لأهل الخير متردّدا في أن أجعله مدرسة أو خانقاها
، حتى رأيت في نومي أن قائلا يقول : من آتاه الله روحا فأعطه الخير! فأمر بعمارة
بناء عظيم للفقهاء موضعا ، وللصوفية موضعا ، وللقدرية موضعا ، وللعلويين موضعا ،
وللقفل السابلة موضعا ، ولدوابّهم موضعا.
وأجرى الخبز
والمأكول على كلّ من له روح ، وجعل فيها حمّامات ولها بساتين. واشترى لها مماليك
برسم الفرش والخدمة والطبخ وفلاحة البساتين ، فكلّ من نزل بها يمشي إلى مكانه
ويقوم القوّام بخدمته. ولها قرّاء ومغنّون ، ولا تزال قدورها على النار ، فربّما
نزل بهم قفل عظيم أو جيش كثيف ، فأخرجوا وظائفهم حتى لدوابهم وكلابهم. ومن أراد من
أهل المدينة خرج إليها وتفرّج في بساتينها ، واستحمّ في حمامها وتغدى أو تعشّى
فيها وعاد إلى مكانه.