هذا معروف الكرخي قد سكر من حبّك لا يفيق إلّا بلقائك!
وحكى أحمد بن
أبي الفتح قال : رأيت بشرا الحافي في المنام قاعدا في بستان وبين يديه مائدة يأكل
منها ، فقلت : أبا نصر ما فعل الله بك؟ فقال : رحمي وغفر لي وأباحني الجنّة بأسرها
وقال : كل من ثمرها ، واشرب من أنهارها ، وتمتّع بجميع ما فيها لما كنت تحرم نفسك
شهوات الدنيا! قلت : أين أحمد بن حنبل؟ قال : قائم على باب الجنّة يشفع لأهل
السنّة ممّن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق! قلت : وما فعل معروف الكرخي؟ فحرّك
رأسه وقال : هيهات! حالت بيننا وبينه الحجب ، إن معروفا ما كان يعبد الله شوقا إلى
جنّته ولا خوفا من ناره ، وإنّما عبده شوقا إليه ، فرفعه الله إلى الرفيع الأعلى ،
ووقعت الحجب بيننا وبينه ، ذاك الترياق المقدس المجرّب ، فمن كانت له إلى الله
حاجة فليأت قبره وليدع ، فإنّه يستجاب له.
وحكي انّه قال
: إذا متّ تصدّقوا بقميصي فإني أحبّ أن أخرج من الدنيا عريانا كما دخلتها. توفي
سنة إحدى ومائتين.
كركان
قرية كانت بقرب
قرميسين ؛ قال ابن الفقيه : كانت قرية كثيرة العقارب ، وكان يقوم بها سوق في كلّ
سنة يتأذّى بها خلق كثير من لدغ العقارب ، فأمر بعض الأكاسرة بليناس الحكيم أن
يدفع عنها العقارب بطلسم ، ففعل ذلك فلم يوجد بعد ذلك بها شيء من العقارب أصلا.
ومن أخذ من ترابها وطيّن به حيطان داره في أيّ بلد كان لم ير في داره عقرب ، وإذا
لدغت عقرب أحدا يؤخذ من تراب هذه القرية ويطرح في الماء ويشربه الملدوغ فيبرأ في
الحال ، ومن أخذ من هذا التراب شيئا وأخذ العقرب بيده لا تضرّه.