responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحه الريحانه ورشحه طلاء الحانه نویسنده : المحبي    جلد : 1  صفحه : 208
وقد عنَّ لي أن أذكر قصيدة جعلتها لجبهة دمشق إكليلاً، ووصفت بها من محاسنها روضا أريضاً وظلاً ظليلا.
فلتكن منوهة بمحل فضائل هذا الجمع، وخاتمةً لأوصافهم التي هي آخر ما يقرع السمع.
والقصيدة هي قولي:
سقَى دمشقَ موطنَ الأوطارِ ... دمعي وصَوْبُ العارِض الزَّخَّارِ
حتى يُرَوِّيا بها كلَّ رُبًى ... تصوَّرت في صُورةِ الأنوارِ
يسافرُ الطَّرْف بها إلى مَدى ... يُغنِى بها الخُبْرُ عن الأخبارِ
وباكرتْ نَيْرَبَها نُسَيْمةٌ ... عابقةٌ في رَوْضِهِ المِعْطارِ
من قبل أن تصْدَى بأنْفاسِ الورى ... بَلِيلةُ الأذْيالِ في الأسْحارِ
فنبَّهتْ أطْفالَ نبْتٍ نُوَّماً ... ترضعُ ثَدْي الدِّيمةِ المِعْطارِ
وللرِّياض طِيبُ أنفاسٍ بها ... تُهدِى الثناءَ الجَمَّ للأمْطارِ
يتلُو خطيبُها بصوتٍ شاكرٍ ... مِدْحتَه في منبرِ الأشجارِ
وينثُر الزَّهر فينظم الندى ... يا حسنَ ذاك النظمِ والنَّثارِ
لَوَى القضيبَ ثم جِيداً غَنِمَتْ ... تقْبيلَه مباسمُ الأنوارِ
والماءُ في خَريرِه مُنهمِكٌ ... والطيرُ عاكطفٌ على التَّهْدارِ
إن ردَّه اللحنُ انْثنتْ غصونُها ... تسمعُ منه رَنَّةَ الأوتارِ
وربما انْحنتْ لتَقْرا أسطراً ... في النهرِ خَطَّها النسيمُ السَّارِي
والنَّورُ قد فتَّح عن أكْمامِه ... وفكَّكَ الوردُ عن الأزْرارِ
والرَّبوةُ الغنَّاء حَناها الصَّبا ... فنفَحتْ عن جَوْنِة العطَّارِ
أُعِيذ بالسَّبْعِ المَثانِي دَوْحَها ... على احْتواءِ السَّبْعَةِ الأنهارِ
ودَبْرُ مُرَّان القديم لا عدَتْ ... سُحْبُ الحَيا ما فيه من آثارِ
فيه حديث البَبَّغا وعهدُه ... حَلْىٌ لِجِيدِ سالفِ الأعْصارِ
والمَرْجةُ الفيْحاءُ والوادِي الذي ... مَنْظرُه الباهِي جلاَ الأبْصارِ
معاهدٌ فيها النَّدامي أغْصُنٌ ... مُثْمرةٌ فواكَه الأسْمارِ
من كلِّ وَضَّاح الجبِينِ مُسْفرٍ ... عن طلعةٍ تهْزَأُ بالأقمارِ
فالنجمُ سارٍ طالباً لقيته ... لذاك قد لُقِّب بالسَّيَّارِ
وشاب حُزْناً طَرفُه وما رأى ... شبيهَهُ في الفلَك الدَّوارِ
يعرَق وجهُ الكأس بالحَباب إن ... فَاه وخدُّ الرَّوْضِ بالقُطارِ
مُنْتِقبٌ بالورد من خَجْلتِه ... جُوداً ومُرْتَدٍ حُلَى الوقارِ
وكلُّ مختارِ المعاني حسنُه ... قَيْدُ النُّهَى وعُقْلُه الأفكارِ
تلميذُه هاروتُ يروِى فَنَّه ... عن لفظِه عن طَرْفِه السَّحَّارِ
أهدتْ لي السُّقْمَ عيونهُ لذا ... وهبتُها النوَم عن اضْطرارِ
خَطَّ الجمالُ فوق طِرْسِ خدِّه ... سطراً برأسِ القلم الغُبارِي
أرَى على وَجْنِته دائرةً ... حَرّرها الجمالُ بالبركارِ
فالخْالُ في كُرسِيِّها قد استوى ... كمركزٍ لذلك المِدْرارِ
قد كاد موجُ رِدْفِه يُغرقُه ... لولا اعْتلاقُ الخَصْر بالزُّنَّارِ
وكاد أن يسيل لولا أنه ... جاذبه تشبُّثُ الإزارِ
أذكُر عهدَه فمتن تأوُّهِى ... فحمُ الدجى مُحترقٌ بالنارِ
وإن تقَلَّقْتُ لماضِي عهدِه ... فإنَّ عُذْري سيدُ الأعذارِ
ولي إلى الجامعِ شوقٌ والهٌ ... لا يفترُ الدهرَ عن التَّذْكارِ
للهِ أقوامٌ به أعزَّةٌ ... من خُلَّصِ الأخيار والأبرارِ

نام کتاب : نفحه الريحانه ورشحه طلاء الحانه نویسنده : المحبي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست