responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهه الخواطر وبهجه المسامع والنواظر الاعلام بمن في تاريخ الهند من الاعلام نویسنده : الحسني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 120
وكتبه سعيداً وفقه لدوام الذكر باللسان مع مواطاة القلب ورقاه عن ذكر اللسان إلى
ذكر القلب حتى لو سكت اللسان لا يسكت القلب وهو الذكر الكثير، ولا يوصل العبد
لذلك إلا بعد التبري عن النفاق الخفي المشار إليه بقوله عليه السلام: أكثر منافقي أمتي
قراؤها، أراد به نفاق الوقوف مع غير الله تعالى وتعلق الباطن بسواه.
فإذا وفق العبد لتجريد الظاهر عما لا يحل ثم عما لا يحمد وأكرم بتفريد الباطن بتخليه عن
الخواطر الردية والأخلاق المذمومة يوشك أن يتجلى نور الذكر في باطنه فيقطع عنه
الوساوس الشيطانية والهواجس النفسانية، وتجوهر نور الذكر في باطنه حتى يكون ذكره
بتجلي مشاهدى المذكور، وهذه هي الرتبة العظمى والمحنة الكبرى التي تمد إليها أعناق
أرباب معالي الهمم من أولي الأيدي والأبصار من الأمم- والله الموفق والمعين- انتهى.
وكانت وفاته في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وثمانين وستمائة وله تسع وستون
سنة.
شهاب الدين محمد بن سام الغوري
أبو المظفر شهاب الدين محمد بن سام بن الحسين بن الحسن بن محمد بن العباس الغوري
السلطان المجاهد في سبيل الله الغازي، ولد بأرض غور ونشأ بها، وتوفي والده في صغر
سنه، فتنبل في أيام عمه علاء الدين، واستعمله عمه في بلد من بلاد الغور اسمه سنجه مع
صنوه الكبير غياث الدين محمد الغوري، فأحسن السيرة في عمله وعدل وبذل الأموال فمال
الناس إليه وإلى صنوه المذكور.
فلما مات عمه قام مقامه صنوه غياث الدين، ولما قوي أمره جهز جيشاً كثيفاً مع أخيه
شهاب الدين إلى غزنة فلقيه الغزنويون وقاتله، فانهزم الغورية وثبت شهاب الدين في من ثبت
معه على صاحب عليهم، فقتله وأخذ العلم وقتلهم ودخل غزنة، وأحسن السيرة في أهلها
وأفاض العدل، وسار من غزنة إلى كرمان وشنوران فملكها.
ثم تعدى إلى ماء السند وعمل على العبور إلى بلاد الهند وقصد لاهور وبها يومئذ خسرو
شاه وقال الجوزجاني في طبقاته: إنه كان بها يومئذ خسرو ملك، فلما سمع بذلك سار في
من معه إلى ماء السند فمنعه من العبور عنه فرجع عنه وقصد فرشابور بيشاور فملكها
وما يليها من جبال الهند وأعمال الأفغان، ثم رجع إلى غزنة واستراح بها ثم خرج منها في
سنة تسع وسبعين وخمسمائة وسار نحو لاهور في جمع عظيم فعبر إليها وحصرها وأرسل
إلى صاحبها خسرو شاه- وقيل: إلى ولده خسرو ملك- وإلى أهلها يتهددهم إن منعوه
وأعلمهم أنه لا يزول حتى يملك البلد، وبذل الأمان على نفسه وأهله وماله، فامتنع عليه
وأقام شهاب الدين محاصراً له، فلما رأى أهل البلد ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم،
وطلبوا الأمان من شهاب الدين وخرجوا إليه ودخل الغورية في البلد، وأرسل غياث الدين
إلى أخيه يطلب خسرو شاه فسيره إليه ومعه ولده، فأمر بهما غياث الدين فرفعا إلى بعض
القلاع، وأمر شهاب الدين بإقامة الخطبة له بالسلطنة ولقب أخاه شهاب الدين معز الدين.
فلما استقر أمر لاهور رجع شهاب إلى غزنة ثم إلى أخيه غياث الدين فسارا إلى هراة
فملكاها ثم إلى قوشنج ثم إلى باذغيس، وكالين وبيوار، فملكها أيضاً، ثم رجع غياث الدين
إلى فيروزكوه وشهاب الدين إلى غزنة وأقام بها حتى أراح واستراح هو وعساكره، ثم قصد
بلاد الهند، وسار إليها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ففتح قلعة بهلنده وملك سرستي
وكهرام، فلما سمع بتهورا ملك أجمير جمع العساكر وسار إلى المسلمين مع أخيه كهاندي راؤ
نائبه بناحية دهلي، واشتدت الحرب بينهم وبين المسلمين فانهزمت ميمنة المسلمين
وميسرتهم، فأخذ شهاب الدين الرمح ووصل إلى الفيلة فطعن فيلاً منها في كتفه وزرقه
بعض الهنود بحرية فوقع على الأرض فأخذه أصحابه وعادوا به منهزمين، فلما ول إلى لاهور
أخذ الأمراء الغورية الذين

نام کتاب : نزهه الخواطر وبهجه المسامع والنواظر الاعلام بمن في تاريخ الهند من الاعلام نویسنده : الحسني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست