responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 67  صفحه : 234
إلى رحالنا فائتني بأنطاع فأخذها عمر فبسطها في الكنيسة ثم عمد إلى ذلك الخبيص وما كان هيأ فعكس بعضه على بعض وقال له أعندك شئ آخر قال نعم عندنا بقل وشواء قال ائتني به قال فأخذه فخلط الشواء بالخبيص بعضه على بعض وجعل يحمل بين يديه ويجعله على الأنطاع قال طلحة فأخبرنا أحمد بن معاوية قال فأمليت هذا الحديث على رجل من أصحاب الحديث فزادني فيه فقال النبطي يا أمير المؤمنين إن هذا الطعام لا يؤكل هكذا قال فقال عمر ويل لك ولأصحابك إذا جاء من يحسن يأكل هذا ثم قال ادع الناس فجاءوا فجثوا على ركبهم فأقبلوا يأكلون فربما وقعت اللقمة من الخبيص في فم الرجل فيقول إن هذا طعام ما رأيناه فيقول عمر ويلك أما تسمع كيف لو رأوا ما رأيت فلما فرغوا قال النبطي لمعاوية إن الأحبار والرهبان قد اجتموا وهم يريدون أن ينظروا إلى أمير المؤمنين وإنما عليه أخلاق وسخة فهل لك أن تخدعه حتى ينزعها ولبس ثيابا حتى يقضي جمعته فقال له معاوية أما أنا فلا أدخل في هذا بعد إذ نجوت منه أمس فقال له النبطي يا أمير المؤمنين ثيابك قد اتسخت فإن رأيت أن تعطيناها حتى نغسلها ونرمها [1] قال نعم فغسل الثياب وتركها في الماء ثم هيأ له قميصا مرويا [2] ورداء قصبا [3] فلما حضرت الجمعة قال له عمر ائتيني بثيابي فقال له يا أمير المؤمنين ما جفت نعيرك ثوبين حتى تقضي جمعتك فقال أريني فلما نظر إلى القميص قال ويحك كأنما رفي هذا رفوا أغربهما عني وائتني بثيابي فجاء بها تقطر فجعل يتناولها وجعل النبطي يأخذ بطرف الثوب وعمر بالطرف الآخر ويعصرها ثم عاد بكرسي من كراسي الكنيسة فقام عليه يخطب الناس ويمسح ثيابه ويمددها قال فسأله أي شئ كانت ثيابه قال غزل كتان قال فجاءت الرهبان فقاموا وراء الناس وعليهم البرانس [4] تبرق بريقا ومعهم العصي فيها تفاح الفضة ومعهم المواكب فلما نظروا إلى هيئته قالوا أنتم الرهبان لا والله ولكن هذه الرهبانية ما أنتم عنده إلا ملوك

[1] يعني نصلحها
[2] منسوب إلى مرو
[3] القصب: ثياب تتخذ من كتان وتكون رقاق ناعمة
[4] البرانس واحدها برنس وهو قلنسوة طويلة لبسوها في صدر الاسلام خاصة النساك
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 67  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست