responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 54
مظاهر الحق المبين الهادي، فلا تخف عنه شيئاً من عيوبك فإن البائع إذا بين، وصدق بورك له في بيعه، وإذا كذب، وكتم محقت بركة بيعه، والمشتري إذا اشترى بعد بيان العيب لم يبق له أن يرد السلعة، وإذا اشترى من غير بيان كان له الرد، ومن ثم جاء في الخبر الصحيح " من اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه " فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: متى رأيت مظهراً من مظاهر الحق المبين في وصف من الأوصاف، فتوجه إليه بقلبك بوجه صدق، ومحبة، واجعل نفسك له عبداً خالصاً لله، فإن لسان الحال منه ينادي على أسماء الأفهام في ذلك الوقت " قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " " المائدة: 119 " وحسب الذي صار عبد الله أن العبد من مولاه، وكفي من كان محباً لله أن المرء مع من أحب فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: في قوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه " أنت مني وأنا منك " أي أنت مني وجوداً فإني أنا المتعين بك لنفسي، وأنا منك شهوداً لأنك الذي توجدني عرفاناً للمؤمنين المتعرفين، وبذلك حصلت بينهما الأخوة في إفادة كل منهما الآخر فقال له: " أنت أخي في الدنيا والآخرة " أي في زمن ختم النبوات، وفي زمن ختم الولايات، وكان يقول: عقل نفس المتعلم إنما هو تمثل عقل المعلم الفعال في تلك النفس عند ملاحظة مفيد، ومستفيد، وكان يقول: لسان حال كل أستاذ ناطق بالحق المبين يقول: لكل مريد صادق تقرب إلي حتى أحبك، فإذا أحببتك رأيتك أهلالي فظهرت فيك بما أنت مستعد له فافهم، وكان يقول: ما وجود المريد الصادق الذي هو به حق إلا عند أستاذه الناطق بالحق المبين، فإن تحقق المريد بأستاذه كان حقاً، وإلا فلا يزال خلقاً فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: وهو في عام أربع، وثمانمائة لم أجد إلى الآن مريداً صادقاً يتقرب إلى حقيقة حقه عندي بالنوافل حتى أحبه، ولو وجدته لوافيته بحقه فأحببته فكنت هو فكيف بمريدي على المطابقة والتمام.
وكان رضي الله عنه يقول: في حديث " أبو بكر مني بمنزلة السمع وعمر بمنزلة البصر " وبايع عن عثمان رضي الله عنه بيعة الرضوان بيده الكريمة، وقال: اللهم هذه يد عثمان فعثمان منه بمنزلة اليد، وقال: لا يبلغ عني إلا أنا أو علي فعلي لسانه، واللسان أخص المراتب بالناطق فلذلك قال: علي رضي الله عنه أنا الصديق الأكبر يعني للحق المحمدي الصادق عليه لا يقولها بعدي إلا كاذب، ولما كان اللسان باب مدينة روح الكشف.
والبيان جاء في الخبر: " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وهذا الخبر وإن كان في سنده مقال فإن شاهد الحال يشهد به، وهو الثقة الأمين، فافهم، وقال: في قوله: " ونحفظ أخانا ونزداد " " يوسف: 65 " إذا وجدت أخاً في الحق فاحفظه تزدد به ممن آخيته من أجله، فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: إذا جنت إلى أئمة الهدى، فلا تأتهم إلا لتهدي بهم، ولا يحصل ذلك إلا أن ترى نفسك على غواية، وأنت مضطر إلى كشف غمتها بنور روح الهداية " أمن يجيب المضطر إذا دعاه " " النمل: 62 ".
وكان يقول: من قام به روح العليم الحكيم تمام القيام، فهو آدم عباد الله تعالى في زمانه فيجب عليه القيام بمصالحهم كما يجب للأولاد على أبيهم، ومن ثم لم يسع الأقطاب، وأئمة الهدى أن يعتزلوا الناس، ويقطعوا عنهم مدد رحمتهم ورشد حكمتهم، فحاشا مثلهم أن يضع من يقول: " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " " البقرة: 233 " ولولا أوجبت لهم الرحمة ذلك، وإلا فلم صبروا على ما كذبوا، وأوذوا ولكن كتب ربكم على نفسه الرحمة فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: لو لم يصر صدر أبي بكر من رق، وهمه عتيق لم يسع ما صبه الصدر المحمدي فيه من التحقيق، وهذا أصل تسميته عتيق فافهم، وكان يقول: من أراد أن يظهر في هذا الوجود دون سيده، فجزاؤه الخفاء عكس ما قصدوا من طلب الخفاء ليظهر مجد سيده جوزي بالظهور وتفرد الكلمة فافهم، وقال: في قوله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته " " الإسراء: 84 " هي مرتبته الوجودية فلا يمكن كائناً أن يخرج عن حكم مرتبته الوجودية، وانظر كيف من شاكلته مرتبة جهل وحجاب كيف كلما توغل في الفنون العلمية، وتبحر في الكشوفات النظرية لا يزيده ذلك إلا شكاً في الحق، وبعداً عن الصواب، ومن شاكلته مرتبة علم، وكشف كلما اعترضته الشكوك، والأوهام انفتح له فيها أعين يبصر بها الحق، ويرى بها الصواب إما بإلهام أو بفهم عن تعليم، وانظر من شاكلته شاكلة صنعة كيف يتكبر فلا يزداد بتكبره في النفوس إلا ضعة، وهو مذموم موزور، وآخر مرتبة شاكلته عز فلا يزيده التواضع إلا عزاً، وهو ممدوح مأجور فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: وجه الحق
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست