responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 115
صنع الربوبية في إقامة العبودية فقد انقطع عن نفسه وسكن إلى ربه عز وجل، وحينئذ يسلم من الاستدراك وهو هنا فقدان اليقين لأنه باليقين يستبين فوائد الغيب، وكان رضي الله عنه يقول: الكشف سواطع نور لمعت في القلوب بتمكين معرفة حملة السرائر في الغيوب من غيب إلى غيب حتى يشهد الأشياء من حيث يشهدها الحق فيتكلم عن ضمائر الخلق، وإذا ظهر الحق على السرائر لم يبق لها فضلة لرجاء، ولا خوف وكان رضي الله عنه يقول: سمعت خالي منصوراً رضي الله عنه يقول: المحب لم يزل سكران في خماره حيران في شرابه لا يخرج من سكرة إلا إلى حيرة، ولا من حيرة إلا إلى سكرة. سكن الشيخ منصور رضي الله عنه نهر دفلى من أرض البطائح، واستوطنها إلى أن مات بها، وقبره ظاهر يزار ولما حضرته الوفاة قالت له زوجته أوص لولدك فقال بل لابن أختي أحمد فكررت عليه القول فقال لابنه، ولابن أخته ائتياني بنجيل من أرض كذا فأتاه ابنه بنجيل كثير، ولم يأته ابن أخته بشيء فقال له: يا أحمد لم لم تأت بنجيل فقال وجدته كله يسبح الله عز وجل فلم أستطع أن أقلع منه شيئاً فسكتت زوجته رضي الله تعالى عنه.

ومنهم الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء
رضي الله تعالى عنه ورحمه
كان من أعيان مشايخ العراق في وقته له الكرامات الخارقة، وقد انتهت إليه رياسة هذا الشأن في زمانه، وتتلمذ له خلق لا يحصون من العلماء، والصلحاء، وكان له أربعون خادماً من أرباب الأحوال. ولما أخذ عليه شيخه الشنبكي العهد قال قد وقع اليوم في شبكتي طائر لم يقع مثله. في شبكة شيخ، وكانت مشايخ البطائح يقولون عجباً لمن يذكر أبا الوفاء، ولم يمر يده على وجهه، ويسمى الله كيف لا يسقط لحم وجهه من هيبته، وكان سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه يقول: ليس على باب الحق تعالى كردي مثل أبي الوفاء، وهو أول من سمي بتاج العارفين بالعراق. ومن كلامه رضي الله عنه من هيمه أثر النظر أقلقه سماع الخبر، ومن انقطع في مفاوز الأشواق لم يلتفت إلى الآفاق وكان رضي الله عنه يقول: الذكر ما غيبك عنك بوجوده، وأخذك منك بشهوده فإن الذكر شهود الحقيقة، وخمود الخليقة، وكان رضي الله عنه يقول: الأجسام أقلام، والأرواح ألواح كؤوس، والوجد حسرة تلهب ثم نظرة تسلب، والقوة محادثة السر عند اصطلام العبد بشاهد الحضور، واستغراق الصلب في بحر المشاهدة لغلبة المشهود، وكان رضي الله عنه يقول: التسليم إرسال النفس في ميادين الأحكام، وترك الشفقة عليها من الطوارق، وكان رضي الله عنه يقول: لو صدق الوارد على شيخه، وهو نائم لأجابه كل ذرة من الشيخ عن سؤاله، ولم يحتج إلى استيقاظ الشيخ رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ حماد مسلم الدباس
رضي الله عنه
هو أحد العلماء الراسخين في علوم الحقائق انتهت إليه رياسة تربية المريدين، وانعقد عليه الإجماع في الكشف عن مخفيات الموارد وانتمى إليه معظم مشايخ بغداد، وصوفيتهم في وقته وهو أحد من صحب الشيخ عبد القادر رضي الله عنه وأثنى عليه وروى كراماته. ومن كلامه رضي الله عنه القلوب ثلاثة قلب يطوف في الدنيا وقلب يطوف في الآخرة وقلب يطوف بالمولى لا في المولى فمن طاف في المولى تزندق، وكان رضي الله عنه يقول: طهر قلبك باليقين لتجري فيه الأقدار، وكان يقول: أقرب الطرق إلى الله تعالى حبه، ولا يصفو حبه حتى يبقى المحب روحاً بلا نفس، وما دام له نفس لا يذوق قط محبة الله تعالى أبداً، وكان يقول: أزل الهوى من القدر تعرف، وأزل الهوى من الخلق، والأمر تخلص، وعلى قدر ما عندك من الأمر تسلم وبقدر ما عندك من القدر تعرف، وكان رضي الله عنه يقول: لا توجد هواك في وجودك تكن موحداً، ولا مرادك في تدبيره تكن فانياً، ولكن إن دعاك أجب، وإن وعدك توكل، وإن قدر عليك استسلم فإن قال لك اختر قل قد فوضت وإن قال لك اطلب قل قد صدقت، وإن قال لك اعبدني قل وفقني، وإن قال لك وحدني قل اجذبني فإن جاءت المعرفة صارت أفعالاً ربانية، وزالت الأكوان وصرت في القبضة صاحب قلب لا يكون لك شيء إلا به عز وجل، وما كان به كان له، وما كان بك كان لك فبالإيمان تشتغل عن أقسام الدنيا لأن فيه تصديقه، وبالعلم تشتغل عن أقسام الأخرى لأن فيه معرفته، وبالمعرفة تشتغل عن الكل حيث كنت لأنه معك من حيث معرفتك على قدرك رضي الله تعالى عنه.

ومنهم الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني
رحمه الله تعالى
هو أوحد الأئمة وانتهت إليه تربية المريدين بخراسان، واجتمع عنده بخانقاته من العلماء، والصلحاء جماعة كثيرة، وانتفعوا به وبكلامه رضي الله عنه ومن كلامه رضي الله عنه: السماع سفر إلى الحق ورسول من الحق، وهو لطائف الحق وزوائده، وفوائد
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست