responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 116
الغيب، وموارده، وبوادي الفتح، وعوائده، ومعاني الكشف، وبشارته فهو للأرواح قوتها وللأشباح غذاؤها، وللقلوب حياتها، وللأسرار بقاؤها فطائفة أسمعها الحق بشاهد التنزيه، وطائفة أسمعها بنعت الربوبية، وطائفة أسمعها بنعت الرحمة، وطائفة أسمعها بوصف القدرة فقام لهم الحق مسمعاً، وسامعاً فالسماع هتك الأستار، وكشف الأسرار، وبرقة لمعت، وشمس طلعت، وسماع الأرواح باستماع القلوب على بساط القرب بشاهد الحضور من غير نفس تكون هناك فتراهم في السماع والهين حيارى رامقين أسارى خاشعين سكارى واعلم أن الله خلق من نور بهائه سبعين ألف ملك من الملائكة المقربين، وأقامهم بين العرش والكرسي في حضرة الأنس لباسهم الصوف الأخضر، ووجوههم كالقمر ليلة البدر فقالوا متواجدين والهين حيارى خاشعين سكارى منذ خلقوا مهرولين من ركن العرش إلى ركن الكرسي لما بهم من شدة الوله فهم صوفية أهل السماء فإسرافيل قائدهم، ومرشدهم، وجبرائيل رئيسهم ومتكلمهم والحق تعالى أنيسهم، ومليكهم فعليهم السلام من الله عز وجل.
وقال إبراهيم بن الحوفي كان الشيخ يوسف الهمداني يتكلم على الناس فقال له فقيهان كانا في مجلسه اسكت فإنما أنت مبتدع فقال لهما اسكتا لا عشتما فماتا مكانهما، وجاءته امرأة من همدان باكية فقالت له إن ابني أسره الإفرنج فصبرها فلم تصبر فقال: اللهم فك أسره، وعجل فرجه ثم قال لها: اذهبي إلى دارك تجديه بها فذهبت المرأة فإذا ولدها في الدار فتعجبت، وسألته فقال إني كنت الساعة في القسطنطينية العظمى، والقيود في رجلي، والحرس علي فأتاني شخص فاحتملني وأتى بي إلى هنا كلمح البصر.
ولد رضي الله عنه في حدود سنة أربعين وأربعمائة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، ودفن بيامن على طريق مرو مدة ثم حملت جثته إلى مرو، ودفن بها في الخضرة المنسوبة إليه رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ عقيل المنبجي
رضي الله عنه ورحمه
هو شيخ شيوخ الشام في وقته تخرج بصحبته جمع من أكابر منهم الشيخ عدي بن مسافر، وهو أول من دخل بالخرقة العمرية إلى الشام، وأخذت عنه، وكان يسمى الطيار لأنه لما أراد الانتقال من قريته التي كان بها مقيماً ببلاد الشرق صعد إلى منارتها ونادى لأهلها فلما اجتمعوا طار في الهواء والناس ينظرون إليه فجاءوا فوجدوه في منبج رضي الله عنه، ومن كلامه رضي الله عنه المعرفة إنما هي فيما استأثر به تعالى، والعبودية إنما هي فيما أمر، والخوف ملاك الأمر كله. لكن خوف العارفين أن توجد راحتهم في أفعاله وخوف الأولياء أن يوجد هواهم في أمره عز وجل، وخوف المتقين أن يوجد نفسهم في رؤيتهم للخلق إن أوجد الخلق فيك أشركت وإن أقدرك عليك نازعتهم، وكان رضي الله عنه يقول: يا هذا قل إلهي أنقذني من قدرك، وأرحني من خلقك فإذا جاء الأمر فقل إلهي ارحمني منهم وإذا جاء القدر قل إلهي ارحمني مني فإذا جاء الفضل قال إلهي فضلك لصنعك بلا أنا فإذا شئت فقد حصل لك عند الخشوع عبودية، وند الدلال توحيد فعبوديتك بفقرك إليه، ودلاله أنه ما ثم غيره فإذا جاءت الإلهية " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " " الأنعام: 91 ".
فبمجاهدة الهوى تعرفه، وبخروجك عن الخلق توحده، وكان رضي الله عنه يقول: طريقتنا الجد والكد ولزوم الحد حتى تنفذ فإما أن يبلغ الفتى مناه وإما أن يموت بدائه، وكان يقول: من طلب لنفسه حالاً أو مقالاً فهو بعيد من طرقات المعارف، وكان يقول: الفتوة رؤية محاسن العبيد، والغيبة عن مساويهم وكان يقول: المدعي من أشار إلى نفسه، وكان رضي الله عنه يقول: فقد الأسف، والبكاء في مقام السلوك علم من أعلام الخذلان، وكان رضي الله عنه إذا نادى وحوش الفلوات جاءت لدعوته صاغرة حتى تسد الأفق، وكان عكازه لا يستطيع أحد حمله سكن رضي الله عنه منبج، واستوطنها نيفاً وأربعين سنة وبها مات وبها قبره ظاهر يزار رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ أبو يعزى المغربي
رضي الله عنه
انتهت إليه تربية الصادقين بالمغرب، وتخرج بصحبته جماعة من أكابر مشايخها، وأعلام زهادها، وكان أهل المغرب يستسقون به فيسقون، ومن كلامه رضي الله عنه الأحوال مالكة لأهل البدايات فهي تصرفهم كيف شاءت، ومملكة لأهل النهايات فهم يصرفونها كيف شاءوا، وكان رضي الله عنه يقول: كل حقيقة لا تمحو أثر العبد ورسومه فليست بحقيقة، وكان يقول: من طلب الحق من جهة الفصل وصل إليه، ومن لم يكن بالأحد لم يكن بأحد وكان رضي الله عنه يقول: أنفع الكلام ما كان إشارة عن مشاهدة أو نبأ عن حضور، وكان يقول: لا يكون الولي ولياً حتى يكون له قدم، ومقام، وحال،
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست