responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 90
السَّيفُ أصْدَقُ أنْباءً من الكُتُب ... في حَدِّه الحَدُّ بين الجِدِّ واللعبِ
والعلمُ في شُهُبِ الأرْمَاحِ لامِعَةً ... بَيْن الخَمِيسَيْن لا في السَّبْعةِ الشُّهُبِ
أيْنَ الرِّوَايةُ أمْ أيْنَ النُّجومُ وَمَا ... صَاغُوهُ مِن زُخْرُفٍ فيها ومن كذِبِ
تخرُّصاً وأحَاديثاً مُلفَفَّقةً ليْسَتْ بنَبْعٍ إذا عُدَّتْ ولا غَرَبِ قال: ولقد تضيق الأوراق عن شرح ما كان عليه من الشجاعة والمهابة والمكارم، والأموال، والخيل، والدهاء، وكثرة العساكر، والعدد، والعَدَد.
وقال الخطيب: ولكثرة عسكره، وضيق بغداد عنه، بنى سامرا، وانتقل بالعساكر إليها، وسميت العسكر.
ويقال: بلغ عدة غلمانه الأتراك فقط، سبعة عشر ألفاً.
وقيل: إنه كان عرياً من العلم، مع أنه رويت عنه كلمات تدلُ على فصاحة ومعرفة.
قال أبو الفضل الرياشي: كتب ملك الروم، لعنه الله، إلى المعتصم، يتهدده، فأمر بجوابه، فلما قرئ عليه الجواب لم يرضه، وقال للكاتب: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فقد قرأت كتابك، وسمعت خطابك، والجواب ما ترى، لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
ومن كلامه: اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي، ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك، ولا أرجوك من قبلي.
*قال ابن السبكي: والناس يستحسنون هذا الكلام منه، ومعناه أن الخوف من قبلي؛ لما اقترفته من الذنوب، لا من قبلك؛ فإنك عادل لا تظلم، فلولا الذنوب لما كان للخوف معنى، وأما الرجاء، فمن قبلك؛ لأنك متفضل، لا من قبلي، لأنه ليس عندي من الطاعات والمحاسن ما أرتجيك به.
قال: والشق الثاني عندنا صحيح لا غبار عليه، وأما الأول، فإنا نقول: إن الرب تعالى يخاف من قبله، كما يخاف من قبلنا؛ لأنه الملك القهار، يخافه الطائعون والعصاة، وهذا واضح لمن تدبره.
قال المؤرخون: ومع كونه كان لا يدري شيئاً من العلم، حمل الناس على القول بخلق القرآن.
قال ابن السبكي: لأن أخاه المأمون أوصى إليه بذلك، وانضم إلى ذلك القاضي أحمد ابن أبي دواد، وأمثاله من فقهاء السوء، وإنما يتلف السلاطين فسقة الفقهاء؛ فإن الفقهاء ما بين صالح وطالح، فالصالح غالباً لا يتردد إلى أبواب الملوك، والطالح غالباً يترامى عليهم، ثم لا يسعه إلا أن يجري معهم على أهوائهم، ويهون عليهم العظائم، ولهو على الناس شر من ألف شيطان، كما أن صالح الفهاء خير من ألف عابد، ولولا اجتماع فقهاء السوء على المعتصم، لنجاه الله مما فرط منه، ولو كان الذين عنده من الفقهاء على حق لأروه الحق أبلج واضحاً، ولأبعدوه عن ضرب مثل الإمام أحمد، ولكن ما الحيلة والزمان بني على هذا! أو بهذا تظهر حكمة الله في خلقه.
ومات المعتصم، في سنة سبع وعشرين ومائتين.
وولي الواثق بالله أبو جعفر هارون بن المعتصم بن الرشيد، وكان مليح الشعر، يروى أنه كان يحب خادماً أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوماً، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم: والله إنه ليروم أن أكلمه من أمس، فلم أفعل. فقال الواثق في ذلك:
يَاذَا الذي بِعَذَابي ظَلَّ مُفْتَخِراً ... مَا أنتَ إلا مَلِيكٌ جَارَ إذْ قدَرَا
لَوْلا الهَوَى لَتَجَارَيْنا على قَدَرٍ ... وإن افِقْ منه يومْاً مَا فسَوْفَ تَرَى
وقد ظرف عبادة المخنث، حيث دخل إليه، وقال: يا أمير المؤمنين، أعظم الله أجرك في القرآن.
قال: ويلك، القرآن يموت!! قال: يا أمير المؤمنين، كل مخلوق يموت، بالله من يصلي يا أمير المؤمنين بالناس التراويح إذا مات القرآن؟ فضحك الخليفة، وقال: قاتلك الله، أمسك.
قال الخطيب: وكان ابن أبي دواد قد استولى عليه، وحمله على تشديد المحنة.
قال ابن السبكي: وكيف لا يشدد المسكين فيها، وقد أقروا في ذهنه أنه حق يقربه إلى الله تعالى، حتى إنه لما كان الفداء، في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، واستفك الواثق من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة، قال ابن أبي دواد، على ما حُكي عنه ولكن لم يثبت عندنا: من قال من الأسارى القرآن مخلوق خلصوه وأعطوه دينارين، ومن امتنع دعوه في الأسر.
وهذه الحكاية إن صحت عنه دلت على جهل عظيم، وإفراط في الكفر.

نام کتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست