responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 2  صفحه : 291
فَلَمَّا انتهي الروك فِي ثامن رَجَب فرقت مثالات الْأُمَرَاء. وَفِي تاسعه: فرقت مثالات مقدمي الْحلقَة.
(وَفِي عاشره)
فرقت مثالات أجناد الْحلقَة. وأقطعت الْبِلَاد لِلْأُمَرَاءِ والأجناد دربستا لم يسْتَثْن مِنْهَا سوى الجوالي والمواريث الحشرية فَإِنَّهَا من جملَة الْخَاص السلطاني وَسوى الرزق الأحباسية وَمَا عدا ذَلِك فَإِنَّهُ دَاخل فِي الإقطاع وحولت سنة سِتّ وَتِسْعين إِلَى سنة سبع وَتِسْعين على الْعَادة. وَتَوَلَّى تَفْرِقَة المثالات على الْأُمَرَاء والمقدمين السُّلْطَان فَبَان لَهُ فِي وُجُوههم التَّغَيُّر لقلَّة الْعبْرَة وهم بزيادتهم. فَمَنعه منكوتمر من فتح هَذَا الْبَاب وحذره أَنه مَتى فتح بَاب الزِّيَادَة تَعب وَلَكِن من تضرر من إقطاعه يحيله على منكوتمر فَفعل السُّلْطَان ذَلِك. وَتَوَلَّى تَفْرِقَة مثالات الأجناد منكوتمر فَجَلَسَ بشباك دَار النِّيَابَة ووقف الْحجاب بَين يَدَيْهِ وَأَعْلَى لكل تقدمة مِثَالا بهَا فَلم وَكَانَت الإقطاعات قد تناقصت عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ فِي الدولة المنصورية قلاوون فَإِن أقلهَا كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم وأكثرها ينيف على ثَلَاثِينَ ألفا فَصَارَ أَكْثَرهَا يبلغ عشْرين ألفا فَعمل فِي هَذَا الروك أَكثر الإقطاعات يتَحَصَّل مِنْهُ عشرَة آلَاف فشق ذَلِك على الأجناد وتجمعت طَائِفَة مِنْهُم ورموا مثالاتهم وَقَالُوا: إِنَّا لم نعتد بِمثل هَذَا فإمَّا أَن تعطونا مَا يقوم بكفايتنا وَإِلَّا فَخُذُوا أخبازكم وَإِمَّا نخدم الْأُمَرَاء أَو نُقِيم بطالين. فحنق مِنْهُم منكوتمر وَأمر الْحجاب فضربوهم وَأخذ سيوفهم وسجنهم وَبَالغ فِي الْفُحْش وَصَارَ ينظر إِلَى الْأُمَرَاء وَيَقُول: أَيّمَا قواد يَجِيء يشتكي من خبزه وَيَقُول أعرف السُّلْطَان فَإِنِّي أعرف إيش يَقُول السُّلْطَان فإمَّا أَن يرضى يخْدم وَإِلَّا فَإلَى لعنة الله. فَعرف الْأُمَرَاء أَنه يعنيهم فَسَكَتُوا على ضغن وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك عَن منكوتمر فَأنْكر عَلَيْهِ وَأمره الزِّيَادَة فِي الإقطاعات فَلم يفعل وَأقَام الأجناد فِي السجْن مُدَّة أَيَّام ثمَّ أفرج عَنْهُم. فَكَانَ هَذَا الروك أكبر الْأَسْبَاب فِي زَوَال الدولة. وفيهَا أنعم بطبلخاناه الْأَمِير سيف الدّين بلبان الفاخري نقيب الْجَيْش بعد مَوته على الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الحسامي أَمِير آخور وَكَانَ السُّلْطَان قبل ذَلِك قد أعطَاهُ إمرة عشرَة. وَاسْتقر سيف الدّين كرت أَمِير آخور فِي نِيَابَة طرابلس بعد وَفَاة عز الدّين أيبك الْموصِلِي.

نام کتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 2  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست