. قال أبو موسى: أورده أبو بكر بن أبي عليّ، و أورد له حديثا فصحّف الاسم و النسبة معا، و قال: و إنما هو أبو خيرة، بخاء معجمة ثم راء، و الصّباحي بموحدة بعد الصاد و بلا موحدة بعد الألف. و سيأتي في الخاء المعجمة على الصواب.
ذكره الذهبي في التجريد، و قال: اسمه الهيثم بن الربيع، قال ابن ناصر: له صحبة. انتهى.
و لا أعرف له في ذلك سلفا. بل لا صحبة لأبي حية و لا رؤية و لا إدراك. قال المرزباني في معجم الشعراء: و كانت بأبي حية لوثة و اختلاط، و كان ينزل البصرة، و هو شاعر راجز مقصد، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه، و أدرك أيام هشام بن عبد الملك، و بقي إلى أيام المنصور ثم المهدي، و رثى المنصور لما مات، و هو القائل:
فألا حيّ من أهل الحبيب المغانيا* * * لبسن البلى لمّا لبسن اللّياليا
إذا ما تقاضى المرء يوم و ليلة* * * تقاضاه شيء لا يملّ التّقاضيا
[الطويل] و عدّه محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» في طبقة بشار بن برد و دونه.
و قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أبو حية الهيثم بن ربيع بن زرارة بن كثير بن جناب بن كعب بن مالك بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري، شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية و العباسية و كان فصيحا راجزا مقصّدا من ساكني البصرة، و كان أهوج جبانا بخيلا كذّابا معروفا بجميع ذلك.
قلت: لعل مستند من عدّه في الصحابة قول من وصفه بأنه مخضرم و هو مستند باطل، فإن المخضرم الّذي يذكره بعضهم في الصحابة هو الّذي أدرك الجاهلية و الإسلام، و المخضرم أيضا من أدرك الدولتين الأموية و العباسية، فأبو حية من القسم الثاني لا من القسم الأول.