نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 86
و قال أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كان لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية لا فرق بينه و بين الخشبة، و كان أجبن الناس، فحدثني جار له قال:
دخل بيته ليلة كلب فسمع حسّه فظنه لصّا فأشرفت عليه و قد انتضى سيفه لعاب المنية و هو يقول: أيها المغتر بنا و المجترئ، علينا، بئس، و اللَّه، ما اخترت لنفسك، خير قليل و سيف صقيل، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، يقول هذا كله و هو واقف في وسط الدار، فبينما هو كذلك إذ خرج الكلب، فقال: الحمد للَّه الّذي مسخك كلبا و كفانا حربا.
و قال أبو محمّد بن قتيبة: كان أبو حية النميري من أكذب الناس، فحدّث يوما أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء، فقيل له يا أبا حية، أ رأيت إن أخرجناك إلى الصحراء يوما فدعوت الغربان فلم تأت ما ذا نصنع بك؟ قال: أبعدها اللَّه إذا.
قال: و حدث يوما قال: عنّ لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي، فعارضه السهم فراغ فعارضه، فما زال و اللَّه يروغ و يعارضه حتى صرعة.
و أسندها المبرّد عن ابن أبي جبيرة، قال: كان أبو حية النميري أكذب الناس، و كان يروي عن الفرزدق فسمعته يوما يقول: عنّ لي ظبي فرميته فراغ، فذكر نحوه.
و قال الرّقاشيّ، عن الأصمعيّ: وفد أبو حية النميري على أبي جعفر المنصور و قد امتدحه و هجا بني حسن، فوصله بشيء دون ما أمّل، فصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة، و اشترى منها شنّة، فذكر له معها قصة قبيحة.
و قال ابن قتيبة: لقي ابن مناذر أبا حية النميري فقال له: أنشدني بعض شعرك، فأنشده، فقال: ما هذا؟ أ هذا شعر؟ فقال أبو حية: و أي عيب فيه؟ ما فيه عيب إلا أنك سمعته.
و قال أبو عبيد البكريّ في «شرح أمالي القالي»: أبو حية النميري شاعر إسلامي أدرك أواخر دولة بني أمية و أول دولة بني العباس، و مات في آخر خلافة المنصور.
قلت: و ما تقدم عن المرزباني أنه رثى المنصور يقتضي أنه عاش إلى خلافة المهدي كما قال. و حكى المرزباني أن سلمة بن عياش العامري الشاعر قال لأبي حية النميري:
أ تدري ما يقول الناس؟ قال: و ما يقولون؟ قال: يزعمون أني أشعر منك. فقال: إنا للَّه! هلك الناس.
و ذكرها المرزباني أيضا، فقال: حدث من غير وجه عن سلمة بن عياش العامري من
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 86