نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 6 صفحه : 412
سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدّوسيّ، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بعثا أنا فيهم، ثم قال لنا: «إن ظفرتم بهبار بن الأسود و بنافع بن قيس فحرقوهما بالنّار»، حتى إذا كان الغد بعث إلينا، فقال لنا: «إنّي كنت أمرتكم بتحريق هذين الرّجلين إن أخذتموهما، ثمّ رأيت أنّه لا ينبغي لأحد أن يعذّب بالنّار إلّا اللَّه».
و أخرجه ابن السّكن، من طريق ابن إسحاق، و قال: هكذا رواه ابن إسحاق، و رواه الليث عن يزيد، فلم يذكر أبا إسحاق الدوسيّ فيه، و هو مجهول.
قلت: و طريق الليث أخرجها البخاريّ و أبو داود و الترمذيّ و النسائيّ، و ليس فيها تسمية هبار، و لا رفيقه، و تابعه عمرو بن الحارث عن بكير، علقه البخاري، و وصله النسائي، و أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن بكير، و سماهما، لكن قال: نافع بن عبد عمرو، و كان السبب في الأمر بتحريقه ما ذكره ابن إسحاق في السيرة أن هبار بن الأسود نخس زينب ابنة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) لما أرسلها زوجها أبو العاص بن الربيع إلى المدينة، فأسقطت. و القصة بذلك مشهورة في السيرة.
و
أخرج عليّ بن حرب في فوائده، و ثابت بن قيس في الدلائل، و أبو الدحداح الدمشقيّ في فوائده أيضا، كلهم من طريق ابن أبي نجيح- أن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بعث سرية، فقال: «إن أصبتم هبّار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتين و حرّقوه فلم تصبه السرية، و أصابه الإسلام، فهاجر إلى المدينة، و كان رجلا سبابا، فقيل للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): إن هبارا يسب و لا يسب، فأتاه فقام عليه، فقال له سب من سبك»،
فكفوا عنه.
و هذا مرسل، و فيه و هم في قوله: هاجر إلي المدينة، فإنه إنما أسلم بالجعرانة، و ذلك بعد فتح مكة، و لا هجرة بعد الفتح.
و الصواب ما
قال الزّبير بن بكّار إن هبارا لما أسلم و قدم المدينة جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقال: «سبّ من سبّك»، فانتهوا عنه.
و أخرج ابن شاهين من طريق عقيل، عن ابن شهاب نحوه مرسلا.
و أما صفة إسلامه
فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)منصرفة من الجعرانة، فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقالوا: يا رسول اللَّه، هبار بن الأسود! قال: قد رأيته. فأراد رجل من القوم أن يقوم إليه، فأشار النبي
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 6 صفحه : 412