نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 4 صفحه : 125
و روى الزّبير بن بكّار، من طريق داود، عن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر: دعا النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) لابن عباس، فقال: «اللَّهمّ بارك فيه و انشر منه».
و روى ابن سعد من طريق يسر بن سعيد، عن محمد بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، أنه سمعه يقول- و كان عنده ابن عباس فقام: قال هذا يكون حبر هذه الأمة أوتي عقلا و جسما [1]. و دعا له رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) أن يفقه في الدين.
و قال ابن سعد: حدثنا ابن نمير، عن زكريا بن عامر- هو الشعبي، قال: دخل العباس على النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال له ابنه عبد اللَّه: لقد رأيت عنده رجلا. فقال: ذاك جبرائيل [2].
و قال الدّارميّ و الحارث في مسنديهما جميعا: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما قبض رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) قلت لرجل من الأنصار: هلمّ فلنسأل أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، فإنّهم اليوم كثير. قال [فقال] [3]: وا عجبا لك! أ ترى الناس يفتقرون [4] إليك؟ قال: فترك ذلك و أقبلت أسأل، فإن كان [ليبلغني الحديث] [5] عن رجل فآتي بابه و هو قائل، فأتوسّد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول اللَّه، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحقّ أن آتيك، فأسأله عن الحديث. فعاش الرجل الأنصاريّ حتى رآني و قد اجتمع الناس حولي ليسألوني. فقال: هذا الفتى كان أعقل مني.
و قال محمد بن هارون الرّوياني في مسندة: حدثنا محمد بن زياد، حدثنا فضيل بن عياض، عن فائد، عن عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع: كان ابن عباس يأتي أبا رافع فيقول:
ما صنع النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يوم كذا؟ و مع ابن عباس [من يكتب ما يقول] [6].
و أخرج البغويّ، من طريق محمد بن عمرو [7] عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، قال:
وجدت [8] علم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) عند هذا الحيّ من الأنصار، إن كنت [9] لأقيل بباب أحدهم، و لو شئت أن يؤذن عليه لأذن، لكن أبتغي بذلك طيب نفسه.
و قال عبد الرّزّاق: أنبأنا [10] معمر، عن الزهري، قال: قال المهاجرون لعمر: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ قال: ذاكم فتى الكهول، له لسان سئول، و قلب عقول.