ذكر وثيمة في الردة أنه كان شيخا كبيرا معمرا، و أنه وفد على النعمان بن المنذر في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام فأسلم و حذر قومه من الردة لما تنبأ مسيلمة، و أنشد له في ذلك شعرا.
قال أبو عمر: كان مسلما في عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و لم يره.
قلت و له رواية عن عثمان و عليّ، و شهد صفين مع علي، و كان خطيبا فصيحا، و له مع معاوية مواقف.
و قال الشعبيّ: كنت أتعلم منه الخطب. و روى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي، و المنهال بن عمرو، و عبد اللَّه بن بريدة، و غيرهم. مات بالكوفة في خلافة معاوية. و قيل بعدها.
و ذكر العلائيّ في أخبار زياد أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة، أو إلى البحرين. و قيل إلى جزيرة ابن كافان، فمات بها، و أنشد له المرزباني:
هلّا سألت بني الجارود: أيّ فتى* * * عند الشّفاعة [4]و الباب ابن صوحانا
كنّا و كانوا كأمّ أرضعت ولدا* * * عقّت و لم تجز بالإحسان إحسانا [5]