نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 366
صهيب بالعالية، فلما رآه صهيب، قال: يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس! قلت: إنما يدعو غلامه يحنس. فقال له: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال:
أراك تنتسب عربيا و لسانك أعجمي، و تكنى باسم نبي، و تبذر مالك، قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حق، و أما كنيتي فكنّانيها النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و أما انتمائي إلى العرب فإنّ الرّوم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم.
و لما مات عمر أوصى أن يصلّي عليه صهيب، و أن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه.
و روى الحميديّ و الطبرانيّ من حديث صهيب من طريق [1] آل بيته عنه، قال: لم يشهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مشهدا قط إلا كنت حاضره، و لم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، و لم يسر سريّة قط إلا كنت حاضرها، و لا غزا غزاة [2] إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، و ما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، و لا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، و ما جعلت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بيني و بين العدو قط، حتى توفّي.
و مات صهيب سنة ثمان و ثلاثين: و قيل سنة تسع.
و روى عنه أولاده: حبيب، و حمزة، و سعد، و صالح، و صيفي، و عباد، و عثمان، و محمد، و حفيده زياد بن صيفي.
و روى عنه أيضا جابر الصحابي، و سعيد بن المسيب، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، و آخرون.
قال الواقديّ: حدثني أبو حذيفة- رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان و ثلاثين و هو ابن سبعين.
و روى الطبراني و المعمريّ في اليوم و الليلة من طريق قيس بن الربيع، عن منصور بن هلال بن يساف عن صهيب بن النعمان، قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «فضل صلاة الرّجل في بيته على صلاته حيث يراه النّاس كفضل المكتوبة على النّافلة».