قال ابن مندة: روى علي بن حرب، عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عن جده، قال: كان أبي أبو كثير رجلا وسيما جميلا، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) لمازن: «من هذا الّذي معك؟» قال: هذا غلامي صالح بن المتوكل. قال: «استوص به خيرا».
فأعتقه عند النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم).
قال ابن مندة: قتل صالح هو و مولاه مازن في خلافة عثمان ببرذعة [2].
روى ابن مندة من طريق العرزميّ، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء رجل يقال له صالح بأخيه إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: يا رسول اللَّه، أريد أن أعتق أخي هذا. فقال: «إنّ اللَّه قد أعتقه حين ملكته».
إسناده ضعيف جدا.
و أخرجه الدّارقطنيّ من طريق العرزميّ، و قال العرزميّ: تركه ابن المبارك و القطّان و ابن مهديّ. و الكلبي هو القائل: كل ما حدثت عن أبي صالح كذب.
قلت: و لكن وجدت له طريقا أخرى، قال زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا حفص بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مولى يقال له صالح، فاشترى أخا له مملوكا، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «قد عتق عليه حين ملكه»، و ابن أبي ليلى هو محمد، سيّئ الحفظ، و حفص بن سليمان هو القاري واهي الحديث، و سليمان بن داود إن يكن الشاذكوني فمعروف الحال، و إلا فلينظر فيه.
و قال البيهقيّ: حفص ضعّفه شعبة، و أحمد و يحيى، و غيرهم من أئمة الحديث.
[2] برذغة: و قد رواه أبو سعد بالدال المهملة و العين مهملة عند الجميع بلد من أقصى أذربيجان، كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك و هي في سهل من الأرض، عمارتها بالآجر و الجص. انظر معجم البلدان 1/ 451،