responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 70

فكتب الرجل بذلك إلى يزيد، فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون فاستشاره، فقال له: ليس للكوفة إلا عبيد اللَّه بن زياد، و كان يزيد ساخطا على عبيد اللَّه، و كان همّ بعزله عن البصرة، فكتب إليه برضاه عنه، و أنه أضاف إليه الكوفة، و أمره أن يطلب مسلم بن عقيل، فإن ظفر به قتله.

فأقبل عبيد اللَّه بن زياد و في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثّما، فلا يمر على أحد فيسلم إلا قال له أهل المجلس: عليك السّلام يا ابن رسول اللَّه، يظنونه الحسين بن علي قدم عليهم فلما نزل عبيد اللَّه القصر دعا مولى له فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم، فقال:

اذهب حتّى تسأل عن الرجل الّذي يبايعه أهل الكوفة فادخل عليه، و أعلمه أنك من حمص، و ادفع إليه المال و بايعه، فلم يزل المولى يتلطّف حتى دلّوه على شيخ يلي البيعة، فذكر له أمره، فقال: لقد سرني إذ هداك اللَّه، و ساءني أنّ أمرنا لم يستحكم. ثم أدخله على مسلم بن عقيل فبايعه و دفع له المال، و خرج حتى أتى عبيد اللَّه فأخبره، و تحول مسلم حين قدم عبيد اللَّه من تلك الدار إلى دار أخرى، فأقام عند هانئ بن عروة المرادي.

و كان عبيد اللَّه قال لأهل الكوفة: ما بال هانئ بن عروة لم يأتني؟ فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس من وجوه أهل الكوفة و هو على باب داره، فقالوا له: إن الأمير قد ذكرك و استبطأك، فانطلق إليه، فركب معهم حتى دخل على عبيد اللَّه بن زياد، و عنده شريح القاضي، فقال عبيد اللَّه لما نظر إليه لشريح: أتتك بحائن رجلاه.

فلما سلم عليه قال له: يا هانئ، أين مسلم بن عقيل؟ فقال له: لا أدري. فأخرج إليه المولى الّذي دفع الدراهم إلى مسلم، فلما رآه سقط في يده و قال: أيّها الأمير، و اللَّه ما دعوته إلى منزلي، و لكنه جاء فطرح نفسه عليّ، فقال ائتني به، فتلكأ فاستدناه، فأدنوه منه، فضربه بالقضيب و أمر بحبسه. فبلغ الخبر قومه، فاجتمعوا على باب القصر، فسمع عبيد اللَّه الجلبة، فقال لشريح القاضي: اخرج إليهم فأعلمهم أنني ما حبسته إلا لأستخبره عن خبر مسلم، و لا بأس عليه منّي.

فبلغهم ذلك فتفرقوا، و نادى مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره، فاجتمع عليه أربعون ألفا من أهل الكوفة، فركب و بعث عبيد اللَّه إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فأمر كلّ واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردّهم، فكلّموهم فجعلوا يتسللون، فأمسى مسلم و ليس معه إلا عدد قليل منهم.

فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا، فلما بقي وحده تردّد في الطرق بالليل، فأتي باب امرأة فقال: اسقيني ماء، فسقته فاستمر قائما، قالت: يا عبد اللَّه، إنك مرتاب، فما

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست