responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 71

شأنك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى؟ قالت: نعم، ادخل، فدخل، و كان لها ولد من موالي محمد بن الأشعث، فانطلق إلى محمّد بن الأشعث، فأخبره، فلم يفجأ مسلما إلا و الدار قد أحيط بها، فلما رأى ذلك خرج بسيفه يدفعهم عن نفسه، فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان، فأمكن من يده، فأتى به عبيد اللَّه فأمر به فأصعد إلى القصر ثم قتله و قتل هانئ بن عروة و صلبهما، فقال شاعرهم في ذلك أبياتا منها:

فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري‌* * * إلى هانئ في السّوق و ابن عقيل‌

[الطويل‌] و لم يبلغ الحسين ذلك حتى كان بينه و بين القادسيّة ثلاثة أميال، فلقيه الحرّ بن يزيد التميمي، فقال له: ارجع، فإنّي لم أدع لك خلفي خيرا، و أخبره الخبر، فهمّ أن يرجع، و كان معه إخوة مسلم، فقالوا: و اللَّه لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل. فساروا، و كان عبيد اللَّه قد جهّز الجيش لملاقاته، فوافوه بكربلاء، فنزلها و معه خمسة و أربعون نفسا من الفرسان و نحو مائة راجل، فلقيه الحسين و أميرهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، و كان عبيد اللَّه ولّاه الري، و كتب له بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين، فلما التقيا قال له الحسين: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن ألحق بثغر من الثّغور، و إما أن أرجع إلى المدينة، و إما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية.

فقبل ذلك عمر منه، و كتب به إلى عبيد اللَّه، فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي، فامتنع الحسين، فقاتلوه فقتل معه أصحابه و فيهم سبعة عشر شابّا من أهل بيته، ثم كان آخر ذلك أن قتل و أتي برأسه إلى عبيد اللَّه فأرسله و من بقي من أهل بيته إلى يزيد، و منهم علي بن الحسين، و كان مريضا، و منهم عمته زينب، فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة.

قلت: و قد صنّف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغثّ و السّمين، و الصّحيح و السّقيم، و في هذه القصّة التي سقتها غنى.

و قد صحّ عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول: لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنّة لاستحييت أن انظر إلى وجه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم).

و

قال حمّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمّار، عن ابن عباس: رأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي و أمي يا رسول اللَّه! ما هذا قال: «هذا دم الحسين و أصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فكان ذلك اليوم الّذي قتل فيه».

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست