و كانت العامة تلقبه الصوفي؛ لأنه كان يدمن لبس الثياب من الصوف الأبيض.
و كان من أهل العلم و الفقه و الدين و الزهد و حسن المذهب.
و كان يذهب إلى القول بالعدل و التوحيد، و يرى رأي الزيدية الجارودية [1] .
خرج في أيام المعتصم بالطّالقان، فأخذه عبد اللّه بن طاهر، و وجه به إلى المعتصم، بعد وقائع كانت بينه و بينه [2] .
أخبرني بخبره أحمد بن عبيد اللّه بن عمار، عن محمد بن الأزهر، و نسخت شيئا من أخباره من كتاب أحمد بن الحارث الخرّاز، و حدثني بخبره مشروحا جعفر بن أحمد بن أبي مندل الوراق الكوفي، قال: حدثني عبيد اللّه بن حمدون؛ قال: حدثني إبراهيم بن عبد اللّه العطار، و كان مع أبي جعفر محمد بن القاسم بالطالقان [3] . و في أحوال تنقله بخراسان، قال:
نزل بمرو [4] ، و كنا معه من الكوفيين بضعة عشر رجلا، و كان قبل ذلك قد خرج إلى ناحية الرّقة[و إلى ناحية الروز]، و معه جماعة من وجوه الزيدية، منهم:
يحيى بن الحسن بن الفرات الفراز، و عبّاد بن يعقوب الرواجني [5] ، فسمعوه يتكلم مع أحدهم بشيء من مذهب المعتزلة فتفرق الكوفيون جميعا عنه، و بقينا معه
ق-محبس ضيق يكون قدر ثلاثة أذرع في ذراعين، فمكث فيه ثلاثة أيام، ثم حول إلى موضع أوسع من ذلك، و أجرى عليه طعام و وكل به قوم يحفظونه، فلما كان ليلة الفطر و اشتغل الناس بالعيد و التهنئة، احتال للخروج، ذكر أنه هرب من الحبس بالليل، و أنه دلى إليه حبل من كوة كانت في أعلى البيت يدخل عليه منها الضوء. فلما أصبحوا أتوا بالطعام للغداء فقعد. فذكر أنه جعل لمن دل عليه مائة ألف درهم، و صاح بذلك الصائح، فلم يعرف له خبر» .
[1] أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، و قد زعموا أن النبي (ص) نص على إمامة علي بالوصف دون الاسم، و زعموا أيضا أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، و إنما قيل لهم و للبترية التي سبقت الإشارة إليها ص 468 زيدية لقولهم بإمامة زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب في وقته. راجع الفرق بين الفرق ص 22 و الملل و النحل 1/212.
[2] راجع مروج الذهب 2/246 و ابن الأثير 6/262-263، و البداية و النهاية 10/282.