responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 359

قال: ولده تحفظهم، فو اللّه ما لهم من قليل و لا كثير. و كان الحسن بن عيسى بن زيد قد مات في حياة أبيه، و كان الحسين متزوجا ببنت الحسن بن صالح، فأتاه أحمد و زيد ابنا عيسى فنظر إليهما و أجرى لهما أرزاقا، و مضيا بإذنه إلى المدينة، فمات زيد بها، و بقي أحمد إلى خلافة الرشيد و صدرا من خلافته و هو ظاهر، ثم بلغ الرشيد بعد ذلك أنه يتنسك و يطلب الحديث و تجتمع إليه الزيدية، فبعث فأخذه و حبسه مدة إلى أن أمكنه التخلّص من الحبس، و خبره في ذلك يذكر مشروحا إذا انتهى الكتاب إلى أخباره، إن شاء اللّه تعالى.

حدثني عمي الحسن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه. قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية، قال: حدثني أبي‌ [1] :

لما امتنعت من قول الشعر و تركته أمر المهدي بحبسي في سجن الجرائم، فأخرجت من بين يديه إلى الحبس، فلما أدخلته دهشت و ذهل عقلي، و رأيت منظرا هالني، فرميت بطرفي أطلب موضعا آوي إليه أو رجلا آنس بمجالسته، فإذا أنا بكهل حسن السمت، نظيف الثوب، يبين عليه سيماء الخير فقصدته فجلست إليه من غير أن أسلم عليه أو أسأله عن شي‌ء من أمره؛ لما أنا فيه من الجزع و الحيرة، فمكثت كذلك مليا و أنا مطرق مفكر في حالي، فأنشد هذا الرجل هذين البيتين. فقال:

تعوّدت مسّ الضرّ حتى ألفته # و أسلمني حسن العزاء إلى الصبر

و صيّرني يأسي من الناس واثقا [2] # بحسن صنيع اللّه من حيث لا أدري‌

فاستحسنت البيتين و تبركت بهما و ثاب إلى عقلي، فأقبلت على الرجل فقلت له: تفضل أعزّك اللّه بإعادة هذين البيتين.

فقال لي: ويحك يا إسماعيل، و لم يكنني، ما أسوأ أدبك، و أقل عقلك و مروءتك، دخلت إليّ و لم تسلم عليّ بتسليم المسلم على المسلم، و لا توجعت لي توجع المبتلي للمبتلى، و لا سألتني مسألة الوارد على المقيم حتى إذا سمعت من


[1] الأغاني 3/172.

[2] في الأغاني «راجيا لحسن» .

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست