و أطايب أرومته [1] ، و المصطفين من عترته [2] أفضل سلام اللّه و تحيته، و بركاته و رحمته.
و باللّه نستعين على ما أردناه، و قصدنا إليه و نحوناه، من أمر الدنيا و الآخرة، و العاجلة و الآجلة.
و به عزّ و تعالى نعوذ من كل عمل لا يرتضيه، فيردى [3] ، و سعي لا يشكره فيكدى [4] ، إذعانا بالتقصير و العجز، و تبرءوا من الحول و الطول [5] إلاّ بقدرته و مشيئته، و توفيقه و هدايته. و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب.
و صلى اللّه على نبيه محمد صلى اللّه عليه سيد الأولين و الآخرين، و خاتم النبيين و المرسلين أولا و آخرا، و بادئا و تاليا، و على أهل بيته الطيبين الطاهرين، و سلّم كثيرا.
و نحن ذاكرون في كتابنا هذا إن شاء اللّه و أيّد منه بعون و إرشاد جملا من أخبار من قتل من ولد أبي طالب منذ عهد رسول اللّه (ص) إلى الوقت الذي ابتدأنا فيه هذا الكتاب، و هو في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة و ثلثمائة للهجرة و من احتيل في قتله منهم بسمّ سقيه و كان سبب وفاته، و من خاف السلطان و هرب منه فمات في تواريه، و من ظفر به فحبس حتى هلك في محبسه، على السياقة لتواريخ [6] مقاتل من قتل منهم، و وفاة من توفي بهذه الأحوال، لاعلى قدر مراتبهم في الفضل و التقدم. و مقتصرون في ذكر أخبارهم على من كان
[1] في لسان العرب: «الأرومة: الأصل و في حديث عمير بن أفصى: أنا من العرب في أرومة بنائها» .
[2] في اللسان: قال ابن الأعرابي: العترة: ولد الرجل و ذريته و عقبه من صلبه. فعترة النبي (ص) ولد فاطمة البتول عليها السلام. راجع ما كتبه عنها ابن أبي الحديد 2/130.