بالكوفة و دعا الناس إلى نفسه، و على الكوفة يومئذ عامل ليزيد الناقص يقال له:
عبد اللّه بن عمر، فخرج إلى ظاهر الكوفة مما يلي الحرة، فقاتل ابن معاوية قتالا شديدا [1] .
قال علي بن الحسين، قال محمد بن علي بن حمزة، عن المدائني، عن عامر بن حفص [2] ، و أخبرني به ابن عمّار، عن أحمد بن الحرث، عن المدائني:
أن ابن عمر هذا دسّ إلى رجل من أصحاب ابن معاوية من وعد عنه بمواعيد على أن ينهزم عنه، و ينهزم الناس بهزيمته [3] ، فبلغ ذلك ابن معاوية فذكره لأصحابه و قال: إذا انهزم ابن ضمرة [4] فلا يهولنكم. فلما التقوا انهزم ابن ضمرة، و انهزم الناس معه، فلم يبق غير ابن معاوية، فجعل يقاتل وحده و يقول:
تفرقت الظباء على خراش # فما يدري خراش ما يصيد
ثم ولّى وجهه منهزما فنجا و جعل[يقول للناس، و] [5] يجمع من الأطراف و النواحي من أجابه، حتى صار في عدة، فغلب على مياه الكوفة، و مياه البصرة، و همدان، و قم، و الري، و قومس و إصبهان، و فارس، و أقام هو بإصبهان [6] .
قال: و كان الذي أخذ له البيعة بفارس محارب [7] بن موسى مولى بني
[1] كذا في الأغاني 11/73 و في النسخ «مما يلي الحيرة» .
[3] في الطبري 9/48 «فدعا سرا بالكوفة و ابن عمر بالحيرة، و بايعه ابن حمزة الخزاعي، فدس إليه ابن عمر فأرضاه فأرسل إليه إذا نحن التقينا بالناس انهزمت بهم فبلغ ذلك ابن معاوية» .
[6] قال أبو نعيم في تاريخ إصبهان 2/43 «قدم عبد اللّه بن معاوية إصبهان متغلبا عليها أيام مروان سنة ثمان و عشرين و مائة، و معه المنصور أبو جعفر، إلى انقضاء سنة تسع و عشرين و مائة ثم خرج منها هاربا إلى خراسان، فحبسه أبو مسلم صاحب الدولة في سجنه، و مات مسجونا سنة إحدى و ثلاثين و مائة» .
[7] هكذا في الأغاني و ابن الأثير 5/149 و الطبري 9/93 و في النسخ «مخارق» .