responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 381
وعقد لابن حفصون على ذلك كتابه المشهور، الذى خط في أسفله بيده الأسطر
الآتية:
" يا لله الذى لا إله إلا هو الطالب الغالب، وجميع إيمان البيعة لازمتى من
العهود المشددة، والأيمان المؤكدة، والمواثيق المغلظة، لا نقضت شيئاً مما جمعه
هذا الكتاب تبديله، ولا نقصان شيىء منه، ولارضيت ذلك في سر ولا جهر، وأن كل ما فيه من الشروط والعهود والمواثيق لازمتى، والله شهيد علينا، وخططنا هذه الأحرف بيدنا، وأشهدنا الله عز وجل على أنفسنا، وكفانا
بالله شهيداً، ما وفي عمر بن حفصون بما نص في هذا العهد وصحح فيه إن شاء الله، والله المستعان ".
ويقول لنا الرازى الذى يورد لنا نص هذه الوثيقة، إن الحصون التي
دخلت في أمان عمر بن حفصرن بمقتضى هذا الصلح، وسميت في كتاب
العهد، مائة واثنين وستين حصناً.
واغتبط عمر بن حفصون بعقد هذا العهد
مع الناصر أيما غبطة، وبذل جهده في المحافظة على شروطه وأوضاعه، وسر
الناصر من جانبه بما أبداه ابن حفصون في ذلك من دقة وإخلاص وقدم
ابن حفصون بهذه المناسبة إلى الناصر هدية فخمة، فتقبلها الناصر، وحسن
موقعها لديه، وكافأ ابن حفصون عنها بأضعافها؛ وعظم سرور ابن حفصون
بها، واستحكمت طاعته طول حياته.
وكان هذا من أعظم العوامل في تهدئة
اضطرام الثورة، وجنوحها إلى التبدد وإلانهيار [1] .
وكان حبيب بن سوادة الثائر بقرمونة قد نكث بعهده، وعاد إلى قرمونة، وأظهر الامتناع بها، فسير إليه عبد الرحمن الحاجب بدراً في حملة قوية، فحاصر
بدر قرمونة وضربها بالمجانيق بشدة، ثم دخلها عنوة، وقبض على حبيب وولده
وأرسلهما في الأصفاد إلى قرطبة (ربيع الأول 305 هـ) [2] .
وفى شهر ربيع الأول من العام التالى، في سنة 306 هـ (سبتمبر 918 م) [3]

[1] ابن حيان في السفر الخامس من المقتبس - مخطوط الخزانة الملكية - لوحة 56 ب
و57 أوب.
[2] الأوراق المخطوطة الخاصة بعهد الناصر ص 55 و56.
[3] وفي رواية الرازى التي نقلها إلينا ابن حيان، أن وفاة ابن حفصون كانت في شهر
شعبان سنة 305 هـ - السفر الخامس - مخطوط الخزانة الملكية - لوحة 65 أ.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست