responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 380
فبعث إليه الحاجب يلاطفه ويبذل الأمان له ولأصحابه، ويعده بكل ما يحب، ولكن الثائر رفض كل عرض، وأصر على العصيان، فطوق بدر المدينة، وبرز له كثير من أهل الطاعة فأمنهم، وأبقاهم لديه، وجد في مهاجمة عثمان
وأصحابه إلى أن اقتحم عليه المدينة يوم 25 رمضان سنة 303 هـ (فبراير 916 م) ، وقبض على عثمان وصحبه وأرسلهم في الأصفاد إلى قرطبة، وأمن أهل المدينة، ونظر في مصالحهم.
وقد نظم ابن عبد ربه في فتح مدينة لبلة وفي مديح الناصر
والحاجب بدر قصيدة يقول فيها:
خليفة الله وابن عم رسول الله والمصطفى على رسله
متتك نعمى نمت سوابغها..
.
كما استتم الهلال في كمله
وجه ربيع أتاك باكره..
.
يرفل في حليه وفي حلله
وأقبل العيد لاهياً جذلا..
.
يختال في لهوه وفي جذله
نصر من الله تضمنه ينهض في ريثه وفي عجله
يجرى بشأو الأمام منصلتا..
.
يسبق حضر الجياد في مهله
قد وقف النكث والخلاف بها..
.
وقوف صب يبكى على طله [1]
وفى هذا العام، سنة 303 هـ، وقع حادث داخلى هام، هو جنوح
عمر بن حفصون، أكبر ثوار الأندلس إلى الصلح والطاعة، فبعث إلى الناصر
يخطب وده، ويلتمس الصلح، مستشفعاً بما كان منه في إيواء الأمير محمد
والد عبد الرحمن وحمايته، حينما فر من أبيه الأمير عبد الله.
وقام بالوساطة
في ذلك يحيى بن إسحق طبيب عبد الرحمن، وكان صديقاً لعمر بن حفصون، فبذل في سبيل ذلك جهده، وعاونه الحاجب بدر لدى الناصر، فاستجاب
الناصر لعقد الصلح مع عمر، مع الحذر من غدره ومكره، واتصل يحيى فى
ذلك مع جعفر بن مقسم أسقف ببشتر، وعبد الله بن أصبغ بن نبيل، وودنا
ابن عطاف، وهم أكابر رجال ابن حفصون وخاصته، وكانوا يميلون إلى عقد
الصلح والدخول في كنف الطاعة.
وسار يحيى نفسه لمقابلة ابن حفصون، ووضع معه شروط الصلح، وعاد إلى قرطبة، وأقر الناصر تلك الشروط،

[1] ابن حيان في السفر الخامس (مخطوط الخزانة الملكية) لوحة 61 ب و62 أ.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست