responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 137
ابن ابي المنصور رجل فاضل كبير القدر إذ ذاك مكين المكان. ولما عزم المأمون على رصد الكواكب تقدم اليه والى جماعة من العلماء بالرصد وإصلاح آلاته. ففعلوا ذلك بالشماسية ببغداد وجبل قاسيون بدمشق. قال ابو معشر: اخبرني محمد بن موسى المنجم الجليس وليس بالخوارزمي قال: حدثني يحيى بن منصور قال: دخلت الى المأمون وعنده جماعة من المنجمين وعنده رجل يدّعي النبوّة وقد دعا له المأمون بالعاصمي [1] ولم يحضر بعد ونحن لا نعلم. فقال لي ولمن حضر من المنجمين: اذهبوا وخذوا الطالع لدعوى الرجل في شيء يدّعيه وعرّفوني ما يدل عليه الفلك من صدقه وكذبه. ولم يعلمنا المأمون انه متنبئ. (قال) فحملنا [2] الى بعض تلك الصحون فأحكمنا أمر الطالع وصورنا موضع الشمس والقمر في دقيقة واحدة وسهم السعادة منهم وسهم الغيب في دقيقة واحدة مع دقيقة الطالع والطالع الجدي والمشتري في السنبلة ينظر اليه والزهرة وعطارد في العقرب ينظران اليه. فقال كل من حضر من القوم: ما يدعيه صحيح. وانا ساكت. فقال لي المأمون: ما قلت أنت. فقلت: هو في طلب تصحيحه وله حجة زهرية عطاردية.
وتصحيح الذي يدّعيه لا يتمّ له ولا ينتظم. فقال لي: من اين قلت هذا. قلت: لان صحة الدعاوي من المشتري ومن تثليث الشمس وتسديسها إذا كانت الشمس غير منحوسة وهذا الطالع يخالفه لأنه هبوط المشتري والمشتري ينظر اليه نظر موافقة الا انه كاره لهذا البرج والبرج كاره له فلا يتم التصديق والتصحيح. والذي قال من حجة زهرية وعطاردية.
انما هو ضرب من التخمين والتزويق والخداع يتعجب منه ويستحبّ. فقال لي المأمون: أنت لله درّك. ثم قال: أتدرون من الرجل. قلنا له: لا. قال: هذا يدّعي النبوّة. فقلت: يا امير المؤمنين أمعه شيء يحتج به. فسأله. فقال: نعم معي خاتم ذو فصّين ألبسه فلا يتعين منه شيء يحتج به ويلبسه غيري فيضحك ولا يتمالك من الضحك حتى ينزعه. ومعي قلم شامي آخذه فأكتب به ويأخذه غيري فلا ينطلق إصبعه.
فقلت: يا سيدي هذه الزهرة وعطارد قد عملا عملهما. فأمره المأمون بعمل ما ادّعاه.
فقلنا له: هذا ضرب من الطلسمات. فما زال به المأمون أياما كثيرة حتى اقرّ وتبرّأ من دعوة النبوّة ووصف الحيلة التي احتالها في الخاتم والقلم. فوهب له ألف دينار. فتلقيناه بعد ذلك فإذا هو اعلم الناس بعلم التنجيم. قال ابو معشر: وهو الذي عمل طلسم الخنافس في دور كثيرة من دور بغداد. قال ابو معشر: لو كنت مكان القوم لقلت أشياء ذهبت

[1-) ] بالعاصمي ر بالعصي وبالعصمي.
[2-) ] فحملنا ر فجئنا.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست