responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 136
افراد منهم غير منكورة عند جماهيرهم لحاجة الناس طرا إليها. فهذه كانت حال العرب في الدولة الاموية. فلما أدال الله تعالى للهاشمية وصرف الملك إليهم ثابت الهمم من غفلتها وهبّت الفطن من ميتتها. وكان أول من عني منهم بالعلوم الخليفة الثاني ابو جعفر المنصور. وكان مع براعته في الفقه كلفا في علم الفلسفة وخاصة في علم النجوم. ثم لما أفضت الخلافة فيهم الى الخليفة السابع عبد الله المأمون بن هرون الرشيد تمّم ما بدأ به جده المنصور فأقبل على طلب العلم في مواضعه وداخل ملوك الروم وسألهم صلته بما لديهم من كتب الفلسفة. فبعثوا اليه منها ما حضرهم فاستجاد لها مهرة التراجمة وكلفهم احكام ترجمتها فترجمت له على غاية ما أمكن. ثم حرّض الناس على قراءتها ورغبهم في تعليمها [1] فكان يخلو بالحكماء ويأنس بمناظراتهم ويلتذ بمذاكرتهم علما منه بان اهل العلم هم صفوة الله من خلقه ونخبته من عباده لأنهم صرفوا عنايتهم الى نيل فضائل النفس الناطقة وزهدوا فيما يرغب فيه الصين والترك ومن نزع منزعهم من التنافس في دقة الصنائع العملية والتباهي بأخلاق النفس الغضبية والتفاخر بالقوى الشهوانية إذ علموا ان البهائم تشركهم فيها وتفضلهم في كثير منها. اما في احكام الصنعة فكالنحل المحكمة لتسديس مخازن قوتها. واما في الجرأة والشجاعة فكالأسد وغيره من السباع التي لا يتعاطى الإنسان أقدامها ولا يدّعي بسالتها. واما في الشبق فكالخنزير وغيره مما لا حاجة الى ابانته. فلهذا السبب كان اهل العلم مصابيح الدجى وسادة البشر وأوحشت الدنيا لفقدهم. فمن المنجمين في ايام المأمون حبش الحاسب المروزي الأصل البغدادي الدار. وله ثلثة ازياج. أولها المؤلف على مذهب السند هند. والثاني الممتحن وهو اشهرها ألّفه بعد ان رجع الى معاناة الرصد وأوجبه الامتحان في زمانه. والثالث الزيج الصغير المعروف بالشاة [2] . وله كتب غير هذه. وبلغ من عمره مائة سنة. ومنهم احمد بن كثير الفرغاني صاحب المدخل الى علم هيئة الأفلاك يحتوي على جوامع كتاب بطليموس [3] بأعذب لفظ وأبين عبارة. ومنهم عبد الله بن سهل بن نوبخت كبير القدر في علم النجوم.
ومنهم محمد بن موسى الخوارزمي. كان الناس قبل الرصد وبعده يعولون على زيجه الاول والثاني ويعرف بالسند هند. ومنهم ما شاء الله اليهودي. كان في زمن المنصور وعاش الى ايام المأمون وكان فاضلا أوحد زمانه له حظّ قويّ في سهم الغيب. ومنهم يحيى

[1-) ] تعليمها ر تعلمها.
[2-) ] بالشاة ر بالشاه.
[3-) ] بطليموس ر بطلميوس.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست