responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الاسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 38  صفحه : 259
قال: وكان عَبْد المؤمن مُؤثِرًا لأهل العلم، مُحبًّا لهم يستدعيهم من البلاد، ويُجري عليهم الصِّلات، ويُنَوِّه بهم.
قال [1] : وتسمَّى المَصَامِدة الموحّدين، لأجل خوض ابن تُومَرْت بهم فِي عِلم الاعتقاد. وكان عَبْد المؤمن فِي نفسه كامل السُّؤدُد، خليقا للإمارة، سَرِيّ الهمَّة، لا يرضى إلّا بمعالي الأمور، كأنّه، ورِث المُلْك كابرا عن كابر. وكان شديد السّطْوة، عظيم الهيبة.
قال عزيز فِي تاريخه: أخبرني رَجُل من أهل المهديّة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بصَقَلَّية قال: افتتح عَبْد المؤمن بِجَايَة، فأتيتها بأحمالٍ لنبتاع، فَلَمّا كنّا على مرحلةٍ منها سُرِقت لي شَدَّةٌ من المتاع، فدخلت وبعت المتاع، وأفدت فِيهِ فائدة يسيرة. فقلت لتاجر: سرقت لي شَدَّة، وأخاف اللَّه عليّ فِي الباقي. فقال: وما أَنْهَيْتَ ذلك إلى أمير المؤمنين عَبْد المؤمن؟
قلت: لا.
قال: واللهِ إنْ عَلِم بك للحِقَكَ ضَرَرٌ. فرحتُ إلى القصر، فأدخلني خادمٌ عليه، فأعلمته ورجعت.
فَلَمّا كان صبيحة اليوم الثّالث جاءني غلامٌ فقال: أجِبْ أمير المؤمنين.
فخرجت معه، فإذا جماعة كبيرةٌ، والمصامدة محيطةٌ بهم، فقال الغلام لي:
هؤلاء أهل الصَّقع الَّذِي أُخذ رَحْلُكَ فِيهِ. فدخلت وأُجلِستُ بين يديه، فاستدعى [2] مشايخهم، وقال لي: كَم [كان] [3] لك فِي الشَّدَّة الّتي فقَدْتَ أُخْتَها؟ قلت: كذا وكذا.
فأمر من وَزَنَ لي المبلغ وقال: قم، أنت أخذت حقَّك، وبقي حقّي وحقُّ اللَّه. وأمر بإخراج المشايخ، وبقتل الجميع، فأقبلوا يتضرّعون ويبكون

[1] في المعجب.
[2] في الأصل: «فاستدعا» .
[3] في الأصل بياض.
نام کتاب : تاريخ الاسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 38  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست