responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 8  صفحه : 66

حضرت رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) الوفاة، فأمر غيره فصلى بالناس، و كان في الستّة فدفعوه، و قتل عثمان و هو له متهم، و قاتله طلحة و الزبير، ثم كان حسن فباعها من معاوية بخرق و دراهم، فإن كان لكم فيها شي‌ء فقد بعتموه و أخذتم ثمنه، ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم و صلبوكم و نفوكم، فطلبنا بثأركم، و أورثناكم أرضهم، و لقد علمت أن مكرمتنا في الجاهلية سقاية الحاج و زمزم، و لقد قحط أهل المدينة فلم يتوسل عمر إلا بأبينا.

و لما ظهر محمد شخص إليه الحسن بن معاوية فرده إلى مكة، فغلب عليها و دخل مكة فخطب بالناس و نعى إليهم أبا جعفر، و دعا لمحمد بن عبد اللَّه فدعا أبو جعفر جعفر بن حنظلة النهراني، و كان أعلم الناس بالحرب، و قد شهد مع مروان حروبه، فقال له: يا جعفر، قد ظهر محمد، فما عندك؟ فقال: و أين ظهر؟ قال: بالمدينة. قال:

فاحمد اللَّه، ظهر حيث لا مال و لا سلاح و لا كراع، ابعث مولى لك تثق به الآن ينزل 32/ أ بوادي/ القرى، فيمنعه ميرة الشام، فيموت مكانه جوعا. ففعل و ندب أبو جعفر عيسى بن موسى لقتال محمد و قال: لا أبالي أيهما قتل صاحبه و ضم إليه أربعة آلاف من الجند، و بعث معه محمد بن أبي العباس أمير المؤمنين، و قدم كثير بن أبي حصين العبديّ فعسكر بفيد، و خندق عليه خندقا حتى قدم عليه عيسى بن موسى، فخرج به إلى المدينة، و قال أبو جعفر لعيسى حين ودّعه: يا عيسى، إني أبعثك إلى ما بين هذين- و أشار إلى جنبيه- فإن ظفرت بالرجل فشم سيفك و ابذل الأمان، و إن تغيب فضمنهم إياه حتى يأتوك به، فإنّهم يعرفون مذهبه. ففعل ذلك.

و لما وصل عيسى إلى فيد كتب إلى رجال من أهل المدينة، فتفرقوا عن محمد و خرجوا إلى عيسى، و قد كان مع محمد نحو من مائة ألف، فلما دنا عيسى إلى المدينة قال محمد لأصحابه: أشيروا عليّ في الخروج و المقام. فاختلفوا، فقال بعضهم: إنك بأقل بلاد اللَّه فرسا و طعاما، و أضعفها رجلا و سلاحا، و الرأي بأن تسير بمن معك حتى تأتي مصر، فو اللَّه لا يردك راد، فتقابل الرجل بمثل سلاحه و رجاله.

و قال بعضهم: أعوذ باللَّه أن تخرج من المدينة،

فإن النبي ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) قال: «رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة»

فحفر خندق رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) الّذي حفره يوم الأحزاب، و خطب الناس و

قال: «إن هذا الرجل قرب منكم في عدد و عدّة، و قد أحللتكم من بيعتي، فمن أحب فليقم، و من أحب فلينصرف.

فتسللوا و خرج قوم منهم إلى الجبال حتى بقي في شرذمة، حتى قال بعضهم: نحن اليوم في عدة أصحاب بدر ثلاثمائة و ثلاثة

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 8  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست