responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 8  صفحه : 51

فبكى المنصور بكاء شديدا حتى ارتفع صوته/، ثم قال: يا ليتني لم أخلق و لم 24/ أ أك شيئا. ثم قال: كيف احتيالي فيما خوّلت و لم أر من الناس إلا خائنا. قال: يا أمير المؤمنين، عليك بالأئمة الأعلام المرشدين. قال: و من هم؟ قال: العلماء. قال: قد فرّوا مني. قال: هربوا منك مخافة أن تحملهم على ظهر ما من طريقتك، و لكن افتح الأبواب، و سهّل الحجاب، و انتصر للمظلوم، و امنع الظالم، و خذ الشي‌ء مما حلّ و طاب و اقسمه بالعدل، و أنا ضامن لك عن من هرب منك أن يأتيك فيعاونك على صلاح أمرك و رعيتك.

فقال المنصور: اللَّهمّ وفقني أن أعمل بما قال [1] هذا الرجل. و جاء المؤذنون فسلموا عليه، و أقيمت الصلاة، فخرج فصلى بهم ثم قال للحارس: عليك [2] بالرجل، فلئن لم تأتني به لأضربنّ عنقك. و اغتاظ عليه غيظا عظيما، فخرج الحرسي يطلب الرجل، فبينا هو يطوف إذا هو بالرجل قائم يصلي، فقعد حتى صلى، ثم قال: يا ذا الرجل، أما تتقي اللَّه؟ قال: بلى. قال: ما تعرفه؟ قال: بلى. قال: فانطلق معي فقد آلى أن يقتلني إن لم آته بك. قال: ليس إلى ذلك سبيل. قال: يقتلني. قال: و لا يقتلك. قال: كيف؟ قال: تحسن تقرأ؟ قال: لا. قال: فأخرج من مزود كان معه رقاع فيه شي‌ء مكتوب، فقال: خذه فاجعله في جيبك، فإن فيه دعاء الفرج. قال: و ما دعاء الفرج؟ قال: لا يرزقه إلّا السعداء. قال: رحمك اللَّه فقد أحسنت إليّ، فإن رأيت أن تخبرني ما هذا الدعاء و ما فضله؟ قال: من دعا به صباحا و مساء هدمت ذنوبه، و دام سروره، و محيت خطاياه، و استجيب دعاؤه، و بسط له في رزقه، و أعطي أمله، و أعين على عدوّه، و كتب عند اللَّه صدّيقا، و لا يموت إلا شهيدا، تقول: اللَّهمّ كما لطفت فيّ بعظمتك دون اللطفاء، و علوت بعظمتك على العظماء، و علمت ما تحت أرضك كعلمك بما فوق عرشك، و كانت/ وساوس الصدور كالعلانية عندك، و علانية القول 24/ ب كالسّر في علمك، فانقاد كل شي‌ء لعظمتك، و خضع كل ذي سلطان لسلطانك، و صار أمر الدنيا و الآخرة كله بيدك، اجعل لي من كل همّ أمسيت فيه فرجا و مخرجا. اللَّهمّ إن عفوك عن ذنوبي، و تجاوزك عن خطيئتي، و سترك على قبيح عملي، أطمعني أن أسألك ما لا أستوجبه منك، فصرت أدعوك آمنا، و أسألك مستأنسا، و إنك المحسن إليّ و إني‌


[1] في الأصل: «أن أعمل بها قال» و ما أثبتناه من ت.

[2] في ت: «عليكم» و ما أثبتناه من الأصل.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 8  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست